[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] دواعي انبعاث الكشافة الإسلامية الجزائرية:
في شهر
يوليو 1989 و في خضم التجديد الديمقراطي ارتأى قادة الكشافة الإسلامية الجزائرية المبعدين عن حركتهم الكشفية من طرف نظام الحزب الواحد هذه الحركة التي فقدت هي الأخرى اسمها لتصبح فيما بعد فرع الكشاف ثم فرع أشبال هواري بومدين ثم الكشافة ارتأى هؤلاء القادة و غيرهم ممن لم يرضوا بالانحراف و الانزلاق الذي آلت إليه حركة التكشيف في بلادنا و التي أصبحت فرعا تابعا للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية المنشغلة اكثر بالاستعراضات و المهرجانات دون إيلاء الجانب التربوي أهمية ضرورة التحرك الذي يمليه الواجب الديني و الوطني تجاه إحياء الحركة الكشفية تأصيلها و إعادة الاعتبار لها.
إن إرادتهم و عزمهم لاعطاء حركية و حيوية جديدتين للكشافة الإسلامية الجزائرية قد تجسدت في مؤتمر الانبعاث في يوليو 1989 المنعقد بفضل الدعم الشعبي و تكفل كل المشاركين بكافة الأعباء و المصاريف الناجمة عن عمليتي التحضير و التنظيم دون مساعدة أية جهة كانت أو طرف.و قد أوضح مؤتمر الانبعاث أهداف الكشافة الإسلامية الجزائرية و أبعادها كحركة تربوية تعتمد في محتوياتها و مناهجها على الأسس الكشفية العالمية المتطابقة مع المعطيات النفسية و الاجتماعية للشبيبة الجزائرية و على التربية الإسلامية كقاعدة أساسية في العمل الكشفي و الاستقلالية النظامية تجاه أي حزب سياسي أو تنظيم آخر كما عرف مؤتمر الانبعاث تأسيس و لاول مرة جمعية وطنية لقدامى الكشافة الإسلامية الجزائرية قصد مساندة الكشافة الإسلامية الجزائرية و مساعدتها ماديا و معنويا.
إن قيادة الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية التي دعيت للمشاركة في عملية الانبعاث خلال اجتماعات عدة جمعتها بأعضاء من اللجنة الوطنية للانبعاث و بحضور عضو الأمانة التنفيذية للجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني المكلف بالمجلس الأعلى للشباب رفضت الدعوة التي وجهت لها .و اكثر من هذا فقد رفضت التكفل بتحضير مؤتمر الانبعاث و تنظيمه و الإشراف عليه بعد ما اقترح عليها في هذه الاجتماعات رغم ذلك تواصل الحوار إلى أن تم الاتفاق على إصدار بيان مشترك يوقع من الطرفين و العجيب في الأمر هو عدول قيادة الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية على توقيع هذا البيان بعدما تمت دراسة محتواه خلال اجتماعين متتاليين بإشراف عضو الأمانة التنفيذية اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني.و حصلت الكشافة الإسلامية الجزائرية على الاعتماد الذي يعطي لنشاطاتها الشرعية.و أمام هذا قرر الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية عقد مؤتمر وطني كشفي تأجيل مرتين لينعقد في
فبراير 1990.و انعقد المؤتمر تحت إشراف المنظمة الشبابية التابعة لجبهة التحرير الوطني كما أن هذا المؤتمر الكشفي قد جمع معظم المداومين بالاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية لم يأت بشيء جديد يذكر إلا انه اخذ جل النقاط و المحاور التي وردت في اللوائح و المقررات التي انبثقت عن مؤتمر الانبعاث للكشافة الإسلامية الجزائرية.و قد بقي الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية متشبثا بفكرة الإشراف على حركة التكشيف رغم إدراكه تمام الإدراك بأنه يدور في حلقة مفرغة خاصة بعد بروز تنظيمات طلابية مستقلة و جمعيات شبانية متخصصة و انفصال أفواج كشفية عن الاتحاد و انتمائها للكشافة الإسلامية الجزائرية.
و في ظل التحولات السياسية التي عرفتها البلاد و التجديد الديمقراطي و في دولة القانون فان الكشافة الإسلامية الجزائرية طالبت حزب جبهة التحرير الوطني بإعادة ممتلكاتها و مقراتها التي كانت بحوزتها فيما مضى حتى يتسنى لها القيام بواجبها الوطني و دورها التربوي بعيدا عن أي تكتل سياسي أو أيديولوجي.