الجوال يمبعي ياسر jsk الكِِِشــــاف الذهـــــــبي
عدد المساهمات : 517 تاريخ التسجيل : 12/06/2010 العمر : 30 الموقع : تيزي وزو . :
| موضوع: مغامرة الجمل الأربعاء فبراير 16, 2011 8:36 pm | |
|
مغامرة الجمل
قال تعالى : " و لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط "
سورة الأعراف الآية 40
ربما دل الجمل على الشيطان لما في الخبر أن على ذروته شيطانا و ربما دل على الموت لصولته و لفضاعة خلقه و لأنه يضفي بالأحبة إلى الأماكن البعيدة و ربما دل على الرجل الجاهل المنافق ، و يدل على
الرجل الصبور الحمول و ربما دل على السفينة لأن الإبل سفن البر و يدل على حزن … "ابن سيرين تفسير الأحلام الكبير الباب 33 في الخيل و الدواب و سائر البهائم و الأنعام
امتطيت الجمل و كان يخب بي في الرمال الذهبية ، كان سيره شبيها بالرقص ، كأن أخفافه تقبل ذرات الرمل تلامسها فتبتعد عنها لتسقط من جديد . كانت الفلاة فضاء رحبا للانطلاق أرضا عذرية لا شية فيها و عالما حالما بالشوق و الحرية أرتاده بهذه النجيبة . عجـبت للمكان و لهذه الدابة التي يلخص تاريخ الصحراء ناقـة تحـمل في سنامها الصـبر و الأناة و الجلد و تداعت الذاكرة إلى هناك إلى قبيلة طيء التي اتخذ تهاربة و إلى ناقة صالح ناقة الله و إلى ناقة البسوس ، هذه الناقة المقدسة كانت تسير دون حاد و لا دليل تتجاوز الثغور و الشعاب في نظرها برق خاطف و في رغائها رعد قاصف و في مسيرها ريح عاصف و لما أوشكت الشمس على المغيب أنخت الناقة و ضربت الأوتاد و أشعلت النار ، كانت الناقة تجاورني وهي تجتث ما اقتضمته من أعشاب ، فجأة انقطع الاجترار ، حدقت النظر في عينيها فلمحت حزنا عميقا تساءلت عن سببه فجاءني صوت فيه حرقة :
و قالت الناقة : " من ظلم الإنسان " .
فسألت عن الأسباب ، فقالت : منذ سنين اشتراني أحدهم من الأسواق ، كان يجوب بي البلاد شمالا و جنوبا و يطوف بي المشرق و المغرب لكنه كان يسيء معاملتي يلهب ظهري بالسياط ، و لا يرأف بي في الهجيرة ، أما في الليل فيخلد للنوم و لا يهتم بأكلي إلا ما أقتاته من أعشاب شوكية وما أخزنه من ماء المطر الشحيح أو من بعض البرك و مع ذلك فهو لا يقتنع و امتداده في طغيانه أعمى عينيه إلى أن تربصت به ليلة وهو نائم ثم بركت على بطنه بهذا السنام . أراد الإفلات لكن لا مناص حين علم الهلاك رأيت في عينيه الموت و الندم ، فكل ما نفعله مردود علينا و هكذا الأمور دوالـيك لكل مخلوق قدرة على المقاومة و الدفاع حينها ذكرت الروايات و الخرافات ذكرت ما ترويه جـدتي عن قـصص الجمل الوفي و ما يحمله من عزة و شموخ و صبر إلى حين يتحول الصبر إلى رغبة في الانتقام و استرجاع الحق و سنامه خنجرا ينيخ به على بطن عدوه حتى المقتلة ، هذا الجمل أدرك الفرق بين التسامح و الذل و الحلم و الأنفة .
كان الطقس رائقا حذو النار في مثل هذه الفلاة ، و شـعرت كأنـي ودعت أياما و بدأت أولـد من جديـد كان ضـياء في كالإشـراق كفلق الصباح و شعرت أنه يرقبني من بعيد و شعرت أني معه أعود إلى زمن البـدايات زمن الطهارة ، كنت كالرائد في قداس طبيعي و كانت أوتاد الخيمة تحكيني غازيا و رأيت في ذرات الرمل حـكايات الـقبائل من مصر إلى ربـيعة ومن طيء إلى تغلب ، كان لهيب النار و حسيسها مفتن ، و قد أوشكت الرحلة مع الجمل على النهاية . فوقفت و ودعته
| |
|