بطاقة الاستحسان ...جزاء الإحسان
كلنا يعرف أن التشجيع و التحفيز من أهم الوسائل التي تعين الفتية و الشباب على الاستمرارية في العطاء و النشاط دون كلل أو ملل ..بل أكثر من ذلك تدفع البقية مـــــن الكســـــــــــــالى و المتوانين إلى حذو طريق إخوانهم من أجل كسب احترام المربي أو القائد ..فلا يمكننا أن نتصور حجم السعــــادة و الغبطة التي تعتري نفس الفتى و هو يتلقى فيضا من الإشـــــادة و المدح من قائده على عمل حسن قام به خاصة إذا كان ذلك أمام بقية الكشافين لأنه من الواضح في هاته الحالة أننا سنضرب عصفورين بحجر واحد فنوفر بذلك الوقت و الجهد مع تحقيق المطلوب ...
إن من أهم ما يميز الحركة الكشفية عن باقي الحركات و التنظيمات اعتمادها طريقة تربوية فريدة من نوعها و أردت من خلال هذا الموضوع أن نركز على أحد أهم عناصر هذه الطريقة و هو نظام الشارات .
لكن قادتي الكرام و لنكن صادقين مع أنفسنا أين نحن من هذا النظام ؟؟؟ ما نصيب عدم تطبيق هذا النظام من التسرب الكشفي الحاصل ؟؟؟ ثم السؤال الأخير ما هو السبب الحقيقي لعدم تطبيق هذا النظام بشكل فعال ؟؟؟
قد يقول قائل – لا توجد آليات واضحة و لا وسائل معينة على تطبيق نظام الحوافز و الشـــــــارات – و سيكون صادقا في قوله لأننا لحد الساعة ليس لدينا سجل تقدم خاص بالكشافين اللهم إلا ما كان من اجتهاد قادة الوحدات على وجه الخصوص أو لنقل القادة على مستوى الفوج على أكثر تقدير ثم إن الشارات غير متوفرة إلا ما كان أيضا اجتهادا شخصيا قد يكون صوابا كما قد يكون خطأ .
أنا شخصيا أعتبر نفسي قزما في بحر الكشفية و باعتبار أن هناك الكثير من القـــــادة المؤهليــن و المتمرسين في الحركة الكشفية و ما أكثرهم في منتدى الساحة الكشفية فما على هؤلاء إلا تنويرنا بآرائهم و اقتراحاتهم و أن لا يبخلوا علينا بخبراتهم و تجاربهم...
لكن السؤال الكبير و العريض الذي أريد أن نركز عليه
ما هي البدائل التي يمكننا انتهاجها في ظل هذا الواقع ؟؟؟؟
أريد أن أعرض عليكم تجربة عشتها و أنا شبل في فوج القدس بقرية بن حدو بوحجر و الذي أفتخر كوني أحد قادته اليوم و أفتخر أيضا كوني أعدت هاته التجربة مع وحدة الكشاف التي أقودها منذ أربعة مواسم ..و سيكون لها بإذن الله ثمار طيبة كما كان لها بالأمس .
المهم سأقدم فكرة عامة عن هاته التجربة التي يمكن أن تغطي و لو جزءا بسيطا من الفراغ الكبير الذي يتركه غياب تطبيق نظام الشارات.
نحتاج في تطبيق الفكرة ( و التي يرجع الفضل فيها لقادتنا الكرام و الذين أخذنا منهم الكثير آنذاك – بداية التسعينيات - خاصة إذا علمنا ندرة المراجع بل و غيابها تماما في بعض المجالات في ذلك الوقت..فتحية إكبار لهم جميعا و وعد منا أن نكون في حسن ظنهم و أن نكمل الدرب إلى ما شاء الله..) ، قلت أننا نحتاج فقط إلى قصاصات صغيرة مربعة الشكل تحمل الختم الأصلـــــــي للفـــوج و مكتوب عليها – بطاقة استحسان – أو غيرها من العبارات التي تصب في هذا الاتجاه و هي بطاقات يمكن للكشاف أن يتحصل عليها عند قيامه بأي عمل حسن و الجميل في ذلك أن هذا العمل ليس محدود بمكان أي سواء كان في المدرسة أو المسجد أو الشارع و حتى في المنزل فإن ذلك يؤهله للحصول على هاته البطاقة و عندما يقوم بجمع ثلاث بطاقات يمكنه الحصول على جائزة لقاء ذلك و من المهم تقديمها له أثناء اجتماع الوحدة مع ذكر المناسبات التي تحصل فيها على البطاقات أمام زملائه ، كما يمكن تخصيص جائزة تقدم في حفل نهاية الموسم الكشفي تقدم للشبل أو الكشاف الأكثر جمعا للبطاقات .
ملاحظات هامة:
- يستحسن تطبيق هاته الطريقة مع وحدتي الأشبال و الكشاف.
- تعطى البطاقات للأعضاء الجدد مهما كان العمل الخيري الذي قاموا به بسيطا (تشجيعا لهم).
- يمكن سحب البطاقة كعقوبة للشبل أو الكشاف.
فوائد هاته الطريقة :
- تعويد الكشافين على فعل الخير (التربية بالعادة ) و هنا أتذكر قصة لا بد من ذكرها و هي أنه كانت لنا جارة مسنة و ليس لها من يقضي حوائجها و أذكر جيدا أننا كنا نتسابق على خدمتها طبعا بعقل الطفل الذي يستهدف البطاقة مباشرة دون غيرها لكن صدقوني أننا فيما بعد أصبحنا نقوم بخدمتها حتى بعد فترة توقف الفوج و لله الحمد.
- بث روح المنافسة بين الأفراد و الطلائع (التسابق لفعل الخير)
- مد جسور التعاون بين القائد و أولياء الأمور و المعلمين .
- تمكين القائد من التعرف أكثر على كشافيه إذ لا يمكنه مكافأتهم بالبطاقات ما لم تكن هناك متابعة ميدانية و جدية أيضا.
يمكن لكل قائد يريد استعمال هاته الطريقة أن يعدل فيها و يزيد و ينقص حسبما يراه ملائما لأفراد وحدته...و الله من وراء القصد و هو ولي التوفيق.
