الكشفية كما يجب أن تكون...
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


Bookmark 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

         



   

تكويـن القـــــادة
إنتبه
firefox
CLOCK
عداد الزوار

.: عدد زوار المنتدى :.

حالة الطقس
صوت الكشفية
المواضيع الأخيرة
» سأعيش رغم الداء والأعداء " أبو القاسم الشابي "
المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار Emptyالأحد سبتمبر 11, 2011 9:26 pm من طرف الدليلة أسماء

» طريقة عمل كوخ بالفوتوشوب
المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار Emptyالأربعاء أغسطس 10, 2011 7:16 am من طرف المرشدة وردة

» النص الذهبي
المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار Emptyالأربعاء أغسطس 03, 2011 7:24 am من طرف الكشاف حمزة يمبعي

» خاصية الدمج في الشعارات
المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار Emptyالأربعاء أغسطس 03, 2011 7:23 am من طرف الكشاف حمزة يمبعي

» درس الكسوف
المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار Emptyالأربعاء أغسطس 03, 2011 7:22 am من طرف الكشاف حمزة يمبعي

» اصنع خلفية مميزة
المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار Emptyالأربعاء أغسطس 03, 2011 7:21 am من طرف الكشاف حمزة يمبعي

» اصنع شكل مميز
المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار Emptyالأربعاء أغسطس 03, 2011 7:20 am من طرف الكشاف حمزة يمبعي

» تكبيرالصور ومعالجتها رقميا
المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار Emptyالأربعاء أغسطس 03, 2011 7:20 am من طرف الكشاف حمزة يمبعي

» صدر صورك ونصوصك بشكل شفاف
المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار Emptyالأربعاء أغسطس 03, 2011 7:19 am من طرف الكشاف حمزة يمبعي

إتصل بنا
المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار Contactus

 

 المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
القائد عوادي عبد الباسط
القـــائد مدير المنتدى
القـــائد مدير المنتدى
القائد عوادي عبد الباسط


عدد المساهمات : 779
تاريخ التسجيل : 21/11/2009
العمر : 41
الموقع : تغزوت - الوادي - الجزائر الغالية
. : المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار 30538310

المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار Empty
مُساهمةموضوع: المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار   المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار Emptyالإثنين أبريل 12, 2010 11:29 am


الحمد لله الذي اختص بالأسبقية في العلم الأنبياء والصالحين ثم أظهره لغيرهم على سبيل التيقين وطمأن بذلك قلوب كثيرا من المؤمنين وصلي اللهم على سيدنا محمد النبي الأمين نورك الساطع في سرائر كل المتعرضين و سبيلك هاد السواء إلى صراط مستقيم وعلى آله وأصحابه الطاهرين الميامين.

على الرغم من المسار الحلزوني الذي سلكه علم الفيزياء عبر التاريخ إلا أن الفيزياء الحديثة جاءت متقاربة مع الخبرة الصوفية في سياق يؤول إلي التوازي مع المحور الأساسي الذي تدور حوله أقوال الصوفيين الأكثر تعقيدا وخطورة مفسرة للكثير منها بما يكفي لإجلاء الغموض عنها و رفع الاعتراض القائم عليها.

لقد طغى على أفكار كثير من فقهاء العصور السابقة ظنا يقضي بتكفير الصوفيين و الحكم ليهم بالشرك والإلحاد , وكل ذلك بما برز عنهم من أقوال تنافي الشريعة الإسلامية على حد فهمهم آنذاك, حيث تمركزت كل تصريحات الصوفية في عقيدة راسخة لديهم مفادها أن العالم ليس إلا تمظهرات للحقيقة المحمدية و أن الحقيقة المحمدية هي تجلي اللاهوت, و هو ما رفضه الفقهاء بشكل قاطع لا جدال فيه . وقابلهم من الطرف الآخر الديكارتيون بفصلهم الإنسان عن العالم والتفريق بينهما إلى قطيعة لا جدال فيه أيضا . فلقد اعتقد أصحاب النهضة العلمية التي بدأت حلقاتها منذ ثلاثة قرون تقريبا و التي يقع في أساسها فيزياء ميكانيك نيوتن والكتروديناميك ماكسويل، أن علمهم اقترب من الكمال إلى درجة أنهم تهيؤا لإقامة حفل كبير بمناسبة نهاية العلم. إلا أنه وكما أشار أحد الفيزيائين الانجليز وهو اللورد كلفن في أحد محاضراته في جامعة بالثمور في مطلع القرن العشرين أنه لم تزل تعكر صفاء سماء الفيزياء أنذلك سحابتان ليستا بالكبيرتين وهما النتيجة السلبية لتجربة مايكلسون وقوانين إشعاع الجسم الأسود .

من المعلوم أن هذا الحفل لم يقم لأن تلكما السحابتان الصغيرتان كانتا بمثابة الشعرة التي قسمت ظهر البعير, فالصعوبات التي برزت في تجربة مايكلسون قادت إلى تأسيس نظرية أنشتاين في النسبية الخاصة وهي التي تهتم بدراسة الحركات ذات سرعات قريبة من سرعة الضوء. أما مسألة إشعاع الجسم الأسود فقد قادت إلى اكتشاف الكوانتومات وهو أساس ميكانيك الكم, العلم الذي يدرس حالة الجسيمات ما دون الذرة,حيث أن هاتان النظريتان لم ينته البحث فيهما ليومنا هذا .

النظرية النسبية و النظرية الكوانتية هما أساس ما يسمى بالفيزياء الحديثة, ولقد أدى البحث في هذا العلم إلى توجيه العلماء نحو الدراسات الفلكية والتأمل في الظواهر الكونية باهتمام أكبر لما وجدوا فيه من قدرة على تصويب وتوثيق النظريات الحديثة, كما استطاعوا من خلال النظريات تفسير ظواهر كونية كثيرة, وهو التجاوب الذي قاد إلى تنامي الفيزياء الفلكية .

الفيزياء الحديثة والفيزياء الفلكية تصف الكون ككل على أنه متماسك لا يقبل الانفصال يشمل المراقب دائما بطريقة جوهرية، و ذو ديناميكية مستمرة في الأساس. على عكس المفاهيم التقليدية ألتي تعتبر أن الأجسام معزولة عن المراقب وأنها تبقى محافظة على نفس الخواص الفيزيائية مهما قمت بتفتيتها.

مع ذلك فإن الخبرة الجديدة للفيزياء الحديثة جاءت متقاربة جدا لخبرة المتصوفين الإسلاميين , حيث يصبح التشابه ظاهرا في الفيزياء الحديثة والفيزياء الفلكية, ويصبح حتى أكثر قوة في النماذج الكمومية- النسبوية للفيزياء و الظواهر الكونية للفلك أين يتحد هذان العلمان لإنتاج الموازيات الأكثر إدهاشا لعلم التصوف .
التوازيات:
1- بــداية الـكون:
بعد تطور نظرية الانفجار العظيم و الانتقال من مجرد ملاحظات واعتبارات نظرية إلى حلول رياضية عن طريق العالم البلجيكي جورج ليميتري عام 1927 م, وأدلة رصدية من طرف ادوين هابل, استقر لدى جميع علماء الفلك أن الكون قد بدأ من انفجار ذرة بدئية لا يتعدى حجمها حجم قبضة اليد، وهي مملوءة بشكل متجانس بكثافة طاقية عالية ودرجة حرارة و ضغط عاليين .

هذه النتيجة المتوصل إليها حديثا نجدها في تعبير الشيخ محي الدين بن عربي في كتابه عنقاء مغرب عندما كان يتكلم عن الكرسي وكيف خلق الله تعالى العالم السفلي قائلا فجعل ذلك الكور وأنشأ ذلك الدور . يعني بذلك أن بداية الكون كانت عبارة على كرة تقوم بعملية دوران، وأشار أيضا إلى صغر هذه الكرة بقوله عن الله تعالى ورشح لتلك النقطة .

نفس هذه البداية تكلم عنها الشيخ عبد العزيز الدباغ مشبها الذرة البدئية بالجوهرة داخل ياقوتة عظيمة قائلا خلق الله العرش من ياقوتة عظيمة لا يقاس قدرها وعظمها وخلق في وسط هذه الياقوتة جوهرة فصارت مجموعة الياقوتة والجوهرة كبيضة بياضها هو الياقوتة وصفارها هو الجوهرة .
يبين التشبيه الذي جاء به عبد العزيز الدباغ لبداية الكون بالبيضة شيئين:
1. أن الذرة البدئية أوجدها الله تعالى في وسط خلقه خصيصا لها .
2. يتميز الوسط بالشفافية و الذرة البدئية بالكثافة .

مراحل تطور الكون:
- المرحلة الأولى :
انطلاقا من الذرة البدئية المملوءة بكثافة طاقية عالية وضغط وحرارة عاليتين . يقوم الكون بالتوسع والتبرد كنتيجة لتوسعه ليمر بمرحلة انتقال طور مماثلة لتكاثف البخار أو تجمد الماء عند تبرده . لكنها هناء انتقال طور للجسيمات الأولية .
انتقال طور هو انتقال الطاقة من حالة إلى حالة مغايرة تماما . أي خلق كائنات جديدة لم تكن موجودة في مستويات أعلى من الحرارة و الضغط للطاقة .

صاغ بن عربي هذه المرحلة من تطور الكون بتعبير مخالف لكنه يتفق تماما مع المعنى الجوهري لتدرج الكون وأسباب تحوله قائلا .
فأخذ يدبر في أيجاد أصول الكون الأسفل والنور الأنزل إذ لابد لكل علو من سفل ولكل طيب من تفل فقبض عليه الحق سبحانه عند هذه النظرة، ومرور هذه الخطوة، قبض الجلال والهيبة ليخرج ما بقي من الأشعة في تلك الغيبة فعندما اشتد عليه الأمر وقوي عليه القهر، وظهر عليه العدل والأمر، ورشح لتلك النقطة فكان ذلك الرشح ماء ثم نفس عنه سيرا فتنفس فكان ذلك النفس هواء، ثم أوقفه على سر الجهة ألتي قبضه منها فلاح له ميزان العدل قائما على نصف ذاته فزفر زفرة له، فكانت تلك الزفرة نارا، فسد عنه في ميزان العدل بحجاب الفضل، فوجد برد الرحمة، فيبس ما بقي من الرشح بعد نظرة فكان ذلك اليبس والبرد أرضا قدارا .

كحالة كل المتصوفة فان بن عربي استعمل في هذا النص مصطلحات خاصة به أو تعويضها بأمثلة لتؤدي في الأخير المعنى نفسه للخطوة المعبر عنها بالمصطلحات الحديثة .
كذلك كما علق العفيفي في شرحه لكتاب الفصوص بأن بن عربي يستعمل كثير من المصطلحات الفلسفية والكلامية على سبيل الترادف أو المجاز مع ألفاظ أخرى واردة في القرآن والحديث وقد يستعمل الكلمة في أكثر من معنى ، وهو ما يظهر بوضوح في هذا النص كقوله مثلا العلو والسفل والطيب والتفل مشيرا بذلك إلى التناظر. وقوله الأمر والقهر كمرادفات تشير إلى القوة الداخلية ألتي تحث على التحول . وكذلك استعمال كلمة العدل و المقصود بها التوازن أو الانخفاض أحيانا.
استعمل أيضا الكلمات كالرشح و الماء و الهواء كمجاز لوصف المرتبة البدائية للكون و ذلك لتشابه النظري الحاصل بينهما...
وعند إجراء المحاكاة بين التعبير العلمي و التعبير الصوفي باستعمال هذه المقاربات تنتج لدينا التوازيات العجيبة عند بن عربي .

في الإبريز يتكلم عبد العزيز الدباغ واصفا هذه المرحلة استمرارا لكلامه على الذرة البدئية والتي مثلها بصفار البيضة ومثل الوسط الموجودة فيه ببياضها، وهي في حالة استقرار قائلا:
أمر الله تعالى ريح لها قوة وجهد عظيم أن تنزل تحتها الماء أي الجوهرة ، فسكنت تحته فحملته ثم جعلت تحوم و جعل البرد يقوى في الماء فأراد الماء أن يرجع إلى أصله ويجمد فلم تدعه الريح بل جعلت تكسر شقوقه التي تجمد و جعلت تلك الشقوق تنعقد ويدخلها الثقل و النتونة .

يبرز هذا النص حالة التهيج و اللاستقرار للذرة البدئية و ذلك من خلال أمر الله تعالى للريح القوية أن تدخل الماء في وسطها ، ثم يبين حالة دوران و توسع هذه الذرة البدئية تحت تأثير الضغط و الحرارة حيث تتعرض مكوناتها لتبرد كنتيجة لتوسعها فتتكون الشقوق وهي الأجزاء المتجمدة منها ، ثم تتكسر هذه الشقوق بفعل الحرارة محدثة التناظر الذي تنتج منه الجسيمات الأولية.
- المرحلة الثانية :
التقرير العلمي لهذه المرحلة يقول بأنه بعد توقف التوسع ، تكون المكونات المادية للكون بشكل كواركات وفي حين يستمر الكون بالتوسع تستمر درجة الحرارة بالانخفاض . عند درجة حرارة معينة، يحدث الاصطناع الباريوني مثل: البروتونات و النترونات منتجا أحيانا اللاتناظر الملاحظ بين المادة و المادة المضادة .
درجات حرارة أكثر انخفاضا بعد ذلك تؤدي للمزيد من انتقالات الأطوار الكاسرة للتناظر التي تنتج القوى الأساسية للمادة كما هي معروفة حاليا .

نستخلص من هذا التقرير أن الجسيمات الأولية المسماة الكواركات و الباريونات هي المسؤولة على تشكيل الجسيمات ألأخرى و ذلك باندماج بعضها مع البعض في درجة حرارة معينة منتجة في الآخر الأواصر الأربعة التي هي أساس المادة الذرية .

لخص هذا بن عربي في قوله ثم ناداه من حضرة العين يا محمد هذه أصول الكون ، فصيرها إليك ثم أمزج بعضها ببعض فيكون منه عالم الهواء و الأرض و الجامع لهؤلاء العوالم – الإنسان. فمن خلال هذا الكلام نشاهد التوازن الكبير مع ما توصل إليه العلم الحديث، ذلك في إقرار بن عربي بأن عناصر الأرض والهواء تكونت من أصول كونية واحدة. كما تشمل في ذلك حتى الإنسان و هو ما أكدته الفيزياء الحديثة مفندة ما قامت عليه الفيزياء الكلاسيكية من التفريق بين العالم و المراقب.
وفي وصف الشيخ عبد العزيز الدباغ للمرحلة الثانية يواصل بعدما تكلم على تكسر الشقوق التي جمدت من السائل المنبثق عن تهيج الجوهرة في إشارة إلى حدوث اللاتناظر منتجا الجسيمات الأولية يقول.
وجعلت تلك الشقوق تنعقد ويدخلها الثقل والنتونة وشقوق تزيد على شقوق ثم جعلت تكبر و تتسع و ذهبت إلى جهات سبع وأماكن سبع فخلق الله تعالى منهن الأراضين السبع.
يتوافق هذا الوصف مع ما جاء به العلم الحديث و ما قاله بن عربي على أن المادة تكونت من انعقاد الجسيمات الأولية مضيفا إلى ذلك بأن هذا الانعقاد للطاقة تم على سبعة مستويات بحيث تكون المادة الذرية أقلها كثافة و تسبقها المادة النترونية مثلما هو الحال بالنسبة إلى الثقوب السوداء وهكذا إلى بلوغ الأرض السابعة.

إن ذكر هذه الحقائق من مراحل تطور الكون وصفاته, جاءت أيضا عند عدد من الصوفية ، من بينهم سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه الذي شبه بداية الكون بالنسبة إلى الكون بالبذرة بالنسبة إلى النبات فكما أن البذرة تحمل بداخلها جميع صفات النبات الخاص بها في كل مراحل نموه واستقراره كذلك نقطة بداية الكون فهي تحمل بداخلها جميع السمات الخاصة بالكون في كل مراحل تطوره.
وأضاف في موضع آخر بأن هذه البداية التي وصفها بالكومة توسعت بشكل منبسط مستدلا بالآية و الأرض بعد ذلك دحاها فالدحو هو البسط أو الطحو كما جاء في آية أخرى والأرض و ما طحاها فهي تنبسط كنتيجة لدورانها مثلما نرى المجرات الحلزونية الآن. ولقد أعطى تشبيها لحالة الكون قبل التوسع بالزبد وبعد توسعه و تشكل الجسيمات الأولية بالتراب كإشارة لحالة الذرة البدئية وهي طاقة مجملة وحالتها بعد تحولها إلى جسيمات أو إلى كميات طاقوية صغيرة.

وقال أيضا أن موضعها آنذاك أي الذرة البدئية هو موضع الكعبة الآن . من الواضح بأنه لا يقصد بكلمة المكان هنا المكان بالمفهوم الكلاسيكي البسيط الذي يعتمد مفهوم المكان المطلق، وإنما يقصد به المعنى المعقد للمكان، فالمكان بالمفهوم النسبي عند إنشتاين مركب يعتمد على المراقب دائما وهو ما انجر على محدودية سرعة الضوء ، إذ يجب للضوء أن يستغرق زمنا معينا لقطع مسافة معينة، فبالنسبة للمسافات الصغيرة يكون هذا الزمن قصير جدا حيث يمكن اعتبار وقـت حدوث الظاهرة متزامن مع ملاحظتها أما بالنسبة للمسافات الكبيرة كمواقع النجوم أو المجرات مثلا قد يستغرق الضوء ألاف أو ملايين السنين أو أكثر لقطعها والوصول إلينا وهو ما يجعل التزامن مستحيلا، فتموضع النجوم الذي يبدو إلينا و كأنه حقيقي هو في الواقع ليس حقيقيا بل أن تلك الأماكن هي حقيقية بالنسبة إلى أزمنة سابقة يتعلق بعدها الزمن بالمسافة الفاصلة بيننا، من هنا جاء مفهوم المكان المركب، أي أن لكل مكان موجود فيه مراقب من الفضاء يتصل به عدد كبير من الأماكن حقيقتها انتهت منذ أزمنة مختلفة، وليست هذه النظرية صحيحة فقط عندما تكون الأماكن بعيدة بل بالنسبة للنسبية فإن اللاتزامن يحدث حتى بالنسبة للمسافات القريبة هنا في الأرض ولكن عندما تكون سرعة الظاهرة قريبة من سرعة الضوء بالنسبة إلى المراقب. ربما هذا ما أشار إليه الشيخ من خلال جوهرة الكمال في قوله ( و نورك أللامع الذي ملأت به كونك الحائط بأمكنة المكاني ) فالمكان هو محل المراقب الذي يستطيع أن يكون في أي نقطة من الفضاء، والأمكنة هي الفضاءات المنسوبة إليه.

تبين مما سبق أن العلم الحديث أصبح يلعب دورا حاسما في تأكيد وشرح أقوال الصوفية وهو الدور الأهم طالما أن المشكل الأكبر تعقيدا بالنسبة للصوفية هو فهم أقوالهم، فالتقارب الذي أصبح واضحا بين الخبرة الصوفية والنتائج العلمية القائمة على التجربة و الملاحظة يشهد بصدق المعلومات الواردة عن الصوفيين. فعلى الرغم من أن المحاكاة لم تشمل كل المحور التي تدور حولها تصريحات الصوفية إلا أن ارتباط الإنسان بالعالم بطريقة لا تقبل الانفصال و ديناميكية جوهر الكون بطريقة منظمة و منضبطة كما وصفت الفيزياء الحديثة أثبتت ارتباط عقل الإنسان بتعظيه و ارتباط تعظي الإنسان بالكون وكذلك بروز الكون عن عقل الذي هو جوهره. فهذه الارتباطات أو التحولات القائمة على الانحفاظ و الارتكاز التام هي تقريبا ما وصفها الصوفيين بتجلي العالم عن الحقيقة المحمدية وتجلي الحقيقة المحمدية عن اللاهوت.
كذلك قد يستفيد علماء الظاهر من التصوف العلمي في تصويب تخميناتهم مثلا أو إيجاد الاتجاه الصحيح لإجراء التجارب والقياسات والوصول إلى النتائج الصحيحة بسهولة.

الأستاذ يحي يمبعي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://realscout.alafdal.net
 
المحاضرة الثالثة: نادي التكنولوجيا تقارب الوصف لبداية الكون ومراحل تطوره بين الفيزياء الحديثة والتصوف العلمي.الزاوية التيجانية بقمار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المحاضرة الأولى: نادي الشريعة التصوف دراسة تأصيلية من الملتقى الولائي الثالث بالزاوية التيجانية بقمار
» المحاضرة الرابعة: نادي علم النفس النفس البشرية بين علم النفس والتصوف.الزاوية التيجلنية قمار
» المحاضرة العامة ( الأستاذ إبراهيم خالد ) بالملتقى الولائي الثالث للطريقة التيجانية بقمار
» المحاضرة الثانية: نادي التاريخ المدارس الصوفية من الملتقى الولائي الثالث للطريقة التيجانية بزاوية قمار
» زيارة المجمع الثقافي للزاوية التيجانية بقمار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكشفية كما يجب أن تكون... :: المنتديات الاسلامـــــية :: منتدى اســـلامي عــام-
انتقل الى: