حرب أكتوبر 1973 وأسبابها ونتائجها
أدى استمرار العدوان الإسرائيلي واحتلال الأراضي العربية إلى حرب أكتوبر التي غيرت خريطة الشرق الأوسط مع أنها لم تنته بانتصار أحد الطرفين، وقد تبين لإسرائيل أنها لا يمكن أن تحتفظ بالتفوق العسكري إلى الأبد، كما خسرت إسرائيل التعاطف الدولي الذي كسبته أثناء حرب 1967م، وقد اتضح ذلك في قرار مجلس الأمن 338 الصادر في 22/2/10/1973م وفي فرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحظيت منظمة التحرير باعتراف كل الدول العربية في مؤتمر الجزائر في خريف عام 1973م، وقد اعترفت الدول الإسلامية بالمنظمة بعد ذلك في الربع الأول سنة 1974م، واعترفت الأغلبية الضخمة من أعضاء الأمم المتحدة بالمنظمة وتم منحها حق الاشتراك في مؤسسات المنظمة الدولية بصفة مراقب، ونشأت ظروف تاريخية مواتية لحل القضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي وأبرز هذه الظروف:
1 –رجحان كفة الدول الاشتراكية وقوى التحرر على كفة الإمبريالية والرجعية.
2 – استعداد الدول العربية وخصوصا مصر وسوريا لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل بشرط انسحاب القوات الإسرائيلية من كل الأراضي المحتلة في حرب حزيران وإقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع.
3 – ظهور تغير في سياسة منظمة التحرير كما ظهر في تصريحات ياسر عرفات لصحيفة لوموند وسعيد حمامي في لندن حول الاستعداد لإقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع.
4 – نشاط الاتحاد السوفيتي من أجل التسوية الدائمة واستعداد روسيا لضمان حدود إسرائيل بعد انسحابها.
5 – فشل سياسة الخطوة خطوة الأمريكية.
وقد ظهرت مجموعة عوامل سلبية منها:
1 – استمرار الدعم الأمريكي لحكام إسرائيل وتزويدهم بالسلاح.
2 – وقد أدى ذلك إلى تشدد العناصر القومية المتشددة ورفضها للتسوية السلمية العقلانية.