أمر خطير

ما الذي أبكى النبي صلى الله عليه وسلم؟
أبكاه الخوف على أمته، خوفه وشفقته حتى على العصاة من أصحاب الكبائر وهي: الشرك بالله،السحر، قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، أكل الربا، أكل مال اليتيم، التولى يوم الزحف، قذف المحصنات المؤمنات الغافلات..
بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ بك الخوف على أمتك هذا المبلغ صحيح ما وصفك به ربّ العزة: حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم.
ما ذا فعلنا نحن لنقي أنفسنا وقد أمرنا بذلك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )التحريم6
ومع ذلك فالبشارة قائمة إذ يقول الرسول ( ص ): إن سبعين ألفا من أمتي سيدخلون الجنة بغير حساب قالوا يا رسول الله ألم تستجب ربك؟ قال لقد استجبته
قالوا وماذا أعطاك ربك؟
قال أعطاني مع كل واحد من السبعين ألفا سبعين ألفا آخرين
قالوا ألم تستجب ربك يا رسول الله ؟
قال لقد استجبته
قالوا وماذا أعطاك؟
قال أعطاني ربي ثلاث دفعات بيده الكريمة ولا يعلم مقدار عطية الكريم إلا الكريم وحده.....الخ
و مع ذلك أيضا فحسن الظن بالله موجود فقد ورد في الأثر أن مذنبا عاصيا أدخله الله النار وظل وهو يعذب فيها يدعو الله أن يخفف عنه عذابها لحظة قصيرة، فاستجاب الله لدعائه وأخرجه برهة ثم أمر به ليعاد فيها فقال: (ظننت يا ربي أنك لمّا أخرجتني منها لن تعيدني إليها) فقال ربّه: ( وأنا عند حسن ظني عبدي بي) فلنقرن عملنا بالإخلاص والتوكل وحسن الظن بالله وإنا لناجون منها حتى بنشر المحبّة بيننا ألسنا من المتحابين في الله ولله ألن نكون في ظل عرشه يوم لا ظلّ إلا ظله ؟؟