الوطن القومي و مواقف متناقضة
ساهمت الفرق الطائرة أو فرق الليل الخاصة بتصديها للقرق العربية في تغيير الوضع لصالح بريطانيا، وقد كانت الصهيونية تختار مواقع المستوطنات في الريف لمزاياها العسكرية، ولكنها اتخذت نهجا جديدا في عام 1936م فبنت 55 مستوطنة محاطة بسور من جميع الجهات وفي وسطها برج للمراقبة، وقد اقترح بن غوريون على موسى العلمي في عام 1934م تقديم مساعدات اقتصادية كبيرة في مقابل قبول العرب بدولة يهودية في فلسطين وشرق الأردن، ولكن موسى العلمي اعترض بأن شرق الأردن دولة عربية.
وصلت لجنة التحقيق الملكية برئاسة إيرل بيل إلى فلسطين للبحث في أسباب الاضطرابات التي وقعت في فلسطين، وقد أكدت الهيئة العربية العليا برئاسة الحاج أمين الحسيني أن قضية فلسطين قضية قومية استقلالية وطالبت بضرورة العدول عن فكرة الوطن القومي اليهودي، كما طالبت بوقف الهجرة ومنع انتقال الأراضي إلى اليهود، وبحل قضية فلسطين بالطريقة التي حلت بها قضية العراق وسوريا ولبنان، أما المطالب الصهيونية فقد عرضها وايزمن وجابوتنسكي وطالبوا بدولة بأكثرية يهودية في فلسطين، وحددا فلسطين بالمناطق القائمة على ضفتي نهر الأردن، كما اقترحا أن تمكن بريطانيا اليهود من إنشاء قوة مسلحة تستطيع حماية الأمن، وقد فاتحت اللجنة وايزمن سرا بفكرة تقسيم فلسطين، وقد ناقش وايزمن المتدينين في ذلك وأوضح لهم أن عليهم إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرض إسرائيل.
قرار اللجنة الملكية
تلخص مشروع اللجنة بإنهاء الانتداب البريطاني وإقامة دولتين في فلسطين يهودية على الساحل الذي تتجمع فيه المستوطنات اليهودية، وعربية في القسم المخصص للعرب وفي شرق الأردن، واقتطاع أجزاء من البلاد ( منطقة القدس والناصرة وطبرية )، ووضعها تحت سلطة الانتداب باعتبارها أماكن مقدسة، وقد أثار التقرير موجة احتجاج بين العرب واندفعت الحركة القومية العربية إلى مرحلة جديدة.