عندما نسمع كلمة شاب, فان أول ما يتبادر الى ادهاننا القوة, الحيوية,الابتكار والاندفاع وكلها صفات تضفي على أي عمل يقوم به الشباب نوعا من الخصوصية على اختلاف مواهبهم و اصرارهم على التحدي. وإذا ما نحن تحدثنا عن الشباب و العمل الجمعوي, فإننا نتحدث عن عمل تطوعي يقدم من خلاله هؤلاء خدمة للمجتمع, إذ يساهمون في تحقيق مشاريع تنموية, تتجلى فيها خصوصياتهم كشباب, تكون بوابة لتأطيرهم وتوعيتهم هم وأقرانهم الذين لم ينخرطوا في هذا العمل, إضافة إلى فئات المجتمع المستهدفة من وراءه. والتأطير في إطار جمعيات ذات طابع ثقافي, رياضي أم حقوقي ... يمكن الشباب من خلال مجهوداتهم, بمساهمة الفاعلين المتدخلين في نفس مجالهم, من الوعي بدواتهم أولا ثم بمحيطهم والارتباط به, مما يربي فيهم حس المواطنة, زيادة على دلك تكوين أطر جمعوية مستقبلية ستلقى على عاتقها مهمة التأطير, التوعية ,التكوين و التحسيس التي من خلالها ستحمل مشعل التنمية المستدامة أو لنقل التنمية البشرية .
من وجهة نضر أخرى, فالشباب يجدون في العمل الجمعوي متنفسا لابراز مواهبهم والخروج من مجتمع الاسرة الصغير الى فضاء يجدون فيه مؤطرين واصدقاء كثر, يتقاسمون معهم التجارب في إطار تشاركي وجو مفعم بالتفاهم و الأخوة, همهم الوحيد تأسيس مجتمع أفضل بتثمين الموارد المحلية .
لكن كون العمل الجمعوي عملا تطوعيا محضا - bénévolat-, فان من بين شروط العطاء فيه أن يكون الفاعل الجمعوي مستقرا, مما يتنافى نوعا ما مع مرحلة الشباب التي تبدأ فيها إرهاصات التفكير بالمستقبل, كيفية تأمين حياة أفضل وكيفية التنسيق بين العمل الجمعوي والدراسة.
تجدر بنا الإشارة إلى أن أكبر خدمة قد يقدمها أي شاب للمجتمع من خلال العمل الجمعوي, شغل وقته الفارع فيما ينفعه وينفع المجنمع ,لا التسكع في الشوارع وتضييع طاقاته فيما لاينفع, إذ يربي فيه دلك حس المسؤولية والانضباط, الشئ الذي يساهم في تكوين مواطن صالح للمجتمع ماليس بالهين في ظل التطورات التي يعرفها مجتمعنا حاليا .