كن رقما ولا تكن صفرا
من الناس من يعيش حياة مديدة ويمر بأحوال سعيدة ولكن محصلة حياته تكون صفراً .
ومن الناس من يعيش حياة قصيرة ويمر بأحوال عسيرة لكن
محصلة حياته تشكل رقماً كبيراً في عداد الرجال .
فالأول يعيش على هامش الحياة لا يهتم إلا بنفسه
ولا يكترث بمصالح الناس ولا يلقي بالاً للمصلحة العامة
فيموت دون أن يدري به أحد لأن موته لا يغير شيئا في حياة الناس
ولا ينقص الكون محسناً بفقده ولا يخسر مصلحاً
بموته فيخرج من الدنيا غير مأسوف عليه .
والثاني يعيش الحياة بكل معانيها ويقدم مصلحة الناس على مصلحته
ويكثر من الإحسان إلى الناس
ويكون عضواً فاعلاً ونافعاً في المجتمع .
فإن مات فإن السماء تهتز لفقده
والأرض تحزن لفراقه ومكان سجوده وصلاته يبكي عليه
والناس تتفقد إحسانه
وتحن إليه
فلنحاول أن لا نكون صفراً
ولنعلم أن الرقم الذي يمثلنا يكبر كلما كبرت درجة إحساننا إلى الناس
ونحتل مكاناً في الوجود مساحته تعادل مساحة
نفعنا لخلق الله وتعاوننا مع الآخرين
وشعورنا بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا
وكلما زاد هذا الشعور زادت معه قيمة الإنسان
فكن ... رقما إيجابيا وإياك أن تكون صفرا .