أحمر أخضر أصفر أحمر أزرق أحمر أخضر أزرق
لا تقرأ هذه الكلمات - بل حاول قراءة اللون الذي كتبت به كل كلمة
وجدت هذا صعباً - أليس كذلك؟
السبب هو أن نصف مخك الأيمن يحاول قراءة اللون.
ونصف مخك الأيسر يحاول قراءة الكلمة.
أنت تري العالم في ضوء برمجتك السابقة .. في ضوء تجاربك الشخصية التي مرت في حياتك ..
نظرتك للعالم صنعتها تجاربك الشخصية .. من أهم أسباب المشاكل التي تحدث بيننا أننا نفترض أن الآخر يرى العالم كما نراه نحن .. فهنا تحدث الخلافات والصدامات والصراعات .. ونتساءل : لماذا هم أغبياء إلى هذا النحو؟؟
مثال : كان هناك ثلاثة عميان لا يعرفوا ما هو الفيل ولا كيف يبدو..
وفي يوم من الأيام ، طلب منهم أن يدخلوا غرفة بها فيل .. كما طلب منهم أن يصفوا ما هو بالضبط.
أولهم راح يتحسس الخرطوم وقال:
الفيل يشبه الثعبان ..!
ثانيهم راح يتحسس الأرجل : يبدوا أنه قصير جداً (!) الفيل عبارة عن أربعة أعمدة!
وقال ثالثهم والذي كان يتحسس الذيل: الفيل شيء يشبه المقشة! وبالطبع لم يصدق أي منهم ما يقوله الآخر .. وكان كل منهم يتهم الآخر بالكذب .. لأنه لم يصدق إلا ما لمسه بيده .. لم يستوعب سوي تجربته هو فقط.
إذا شعرت أنك علي صواب .. فهذا لا يعني بالضرورة أنك كذلك
الدرس الاول:
الحكم علي التصرفات لا علي النية
لا تعتقد أن الناس يجب أن يبجلوك بسب قلبك الأبيض وسريرتك الصافية .. بل راقب تصرفاتك ، ولتر ما الذي تفعله ولاحظ سلوكك.
مثال: هل تذكر المرة الأولي التي سمعت فيها صوتك مسجلاً علي شريط كاسيت ؟
لقد شعرت أن صوتك أسخف مما كنت تعتقد.. أليس كذلك ؟
هل تعرف السبب؟
السبب هو أننا لم نعتد أن نراقب أنفسنا منت الخارج .. بل نراقب أنفسنا من الداخل فقط..
كنت تعتقد أن صوتك رائع .. لكن حين سمعته من الخارج وجدت الأمر مختلفاً قليلاً .. 0\هذا إن لم تكن عبد الحليم حافظ طبعاً!)..
صدقني.. ستفهم أن الناس يرونك من الخارج كما ترى نفسك من الداخل .. الناس تحكم عليك من تصرفاتك الخارجية والتي قد لا تراها بهذا الوضوح السافر من داخلك .. نحن لا نناقش هنا نواياك في إيجابية لا جدال .. لكن الناس لا يرون داخلك النقي .. لذلك حاول أن تجعل خارجك نقياً أيضا كي يرونه ..
راقب سلوكك .. فهو واجهتك الحقيقية أمام العالم .
رأي صواب يحتمل الخطأ .. ورأي غير خطأ يحتمل الصواب ( الإمام الشافعي)
أنا أكره.. أنا أحب..
تعلمنا جميع الأديان أن نتحكم في مشاعرنا وأهوائنا .. هذا ممكن .. وإلا لما إستطعت أن تتوقف عن تناول طعام تحبه لأنك صائم .. أنت تستطيع التحكم فعلاً في مشاعرك ..لكنك قد تقلل من شأن هذه القوة بداخلك ..
أنا أكره جزءاً منك!!
أسأل نفسك : هل يوجد شخص في هذه الحياة خال من الفضائل ؟
حين تكره شخص ما .. فأنت لا تكرهه هو .. أنت تكره تصرفاً ما قام به .. تكره صفة ما موجودة فيه ..
لا ترفض الشخص نفسه .. بل أرفض التصرف الذي قام به أو الصفة السلبية التي فيه.. لا تقل لنفسك : أنا أكرهه .. بل قل أنا أكره تصرفاً معيناً يقوم به..
بالتأكيد من تكرهه به صفات إيجابية كثيرة جداً لكنك لا تلق لها بالاً ..
هل تعتقد أن كل الناس يرون ذلك الشخص سيئاً هكذا؟؟
بالتأكيد هناك أناس يحبونه ..
مثال : طوال عمري لا أحب المحشي بأنواعه لا سيما الكرنب منه .. ليس موقفاً شخصياً من المحشي لا سمح الله .. لكن الرغبة في الحفاظ علي الوزن جعلتني لا أستسيغ هذا المحشي الذي جاء كي يزيد وزني .. أعترف أنه لذيذ فعلاً.. لكني أتجاهل هذه النقطة وأركز علي صورتي والبنطال لا ينغلق علي بطني وقد فقدت جاذبيتي وسحري المعهودين .. كان الموضوع صعباً في البداية .. ولكنه أصيح جزء من برمجتي اليومية أن أتجاهل حلة المحشي الموضوعة أمامي ف الوليمة وأتجه نحو صحن السبانخ لأغترف منه بعض الحديد..
هل الكرنب سيء؟؟؟ ..
ليس هناك شيء جيد أو سيء في ذاته لكن تفكيرنا هو ما يجعله كذلك ..
أنا أحب :
نحن نحب من نريد أن نحبهم مهما كانت تصرفاتهم ..هذه هي الحقيقة .. ألم تر في حياتك أماً يتميز إبنها بالفشل والدمامة والضياع .. ولكنها رقم ذلك تؤكد للجميع أنه أفضل إبن خلق على وجه البسيطة ، بل وتشعر أنها مقتنعة بذلك تماماً؟
هل قابلت في حياتك شخصاً يحب طرفاً آخر لا يناسبه .. ورغم ذلك يتجاهل نصائح الناس ، ويستمر في العلاقة ؟ هذه هي الحقيقة .. لو أردنا أن نحب شخصاً ما سنحبه .. ولو أردنا أن نكرهه فسنكرهه.
هذا الموضوع إرادي تماماً ..ويمكننا التحكم فيه.. من الممكن أن نتقبل شخصاً ما ونتوقف عن كرهه لو قررنا هذا ..
السبب هو أن الكراهية ستدمر حياتك ، وتملأك بالمشاعر السلبية التي لا تريدها لنفسك .. الحب إختيار ، وكذلك الكراهية .
فكر في الأمر .. لو كرهت شخصاً ما ، فأنت تعطيه القوة ليسيطر علي حياتك .. ستجعل صورته لا تفارق ذهنك كما أن الكراهية لن تجعلك تغير الوضوع ولن تجعل حياتك أفضل
أنا أحب :
نحن نحب من نريد أن نحبهم مهما كانت تصرفاتهم ..هذه هي الحقيقة .. ألم تر في حياتك أماً يتميز إبنها بالفشل والدمامة والضياع .. ولكنها رقم ذلك تؤكد للجميع أنه أفضل إبن خلق على وجه البسيطة ، بل وتشعر أنها مقتنعة بذلك تماماً؟
هل قابلت في حياتك شخصاً يحب طرفاً آخر لا يناسبه .. ورغم ذلك يتجاهل نصائح الناس ، ويستمر في العلاقة ؟ هذه هي الحقيقة .. لو أردنا أن نحب شخصاً ما سنحبه .. ولو أردنا أن نكرهه فسنكرهه.
هذا الموضوع إرادي تماماً ..ويمكننا التحكم فيه.. من الممكن أن نتقبل شخصاً ما ونتوقف عن كرهه لو قررنا هذا ..
السبب هو أن الكراهية ستدمر حياتك ، وتملأك بالمشاعر السلبية التي لا تريدها لنفسك .. الحب إختيار ، وكذلك الكراهية .
فكر في الأمر .. لو كرهت شخصاً ما ، فأنت تعطيه القوة ليسيطر علي حياتك .. ستجعل صورته لا تفارق ذهنك كما أن الكراهية لن تجعلك تغير الوضوع ولن تجعل حياتك أفضل
قلة أدب!!!
نستطيع من خلال إستخدام اللغة أن نضع تقييماً للشخص الذي نتعامل معه.. فمثلاً يمكننا أن نحدد ما إذا كان هذا الشخص محترماً أم لا من خلال إنتقائه للألفاظ .. كلماته قد تحدد ما إذا كان شخصاً جيداً أم سيئاً؛ لأنها تعطي صورة عن البيئة التي نشأ فيها وما إلى ذلك ..
لكن اللغة المنطوقة لم تصل إلى حد الكمال بعد.. فسوء التفاهم لا يزال وارداً بقوة حين نتعامل مع شعوب مختلفة ..
مثال:
لو قال أحدهم " الله يعطيك العافية "
فما الذي يعنيه هذا؟
لو قلتها لأحد في دول الخليج لرد عليك السلام مبتسماً
أما لو قلتها لشخص في المغرب العربي، فإحذر من رد فعله نحو هذه السبة.
هذه الجملة تقال في دول الخليج ا لعربي للتحية .. أما في المغرب العربي فتقال للسباب!!
مثال آخر:
عبارة : " والله أنت جدع" جيدة أم سيئة؟
لو قلتها أو قيلت لك في مصر؛ فهي أروع ما يمكن أن تسمعه أذناك .. فأن توصف بالمروءة والشهامة لهو شيء رائع حقاً..
ما لو قلتها لأحد في المغرب؛ فهذا لا يصح .. فما هو السبب الذي يدعوك لنعت أحدهم بأنه حمار؟
كلمة "جدع" نقولها في مصر للمديح.. أما في المغرب والسعودية فهي سبة سيئة للغاية!!
مثال ثالث:
(يروي فيها د/شريف عرفة عن واقعة حدثت له في الاسكندرية .... عن بعض المصطلحات المستخدمة هناك وتعتبر في مجتمعنا هنا سبة سيئة للغاية)
ويقول في ختام الواقعة:إلا أنني عرفت الموضوع .. فهذه الكلمة تقال كلمة عادية جداً في الإسكندرية ، ويقولها علية القوم هناك بلا مشاكل ..
لاحظ أنني لا أتكلم عن شعوب أخرى بل أكلمك عن مدينة أخرى في بلدك إن كنت مصرياً..
هذه الكلمة غير لائقة في القاهرة أما في الإسكندرية فهي كلمة عادية جداً!
الخلاصة: لو سألت عشرة أشخاص عن معنى السعادة .. ستحصل على عشر تفسيرات مختلفة لها .. لأن كل منا قد كون مفهومه الذاتي لهذه الكلمة .. لذلك فحين يقولها شخص ما أمامك لا تفترض أنك قد فهمت ما يعنيه فعلاً..
اللغة مراوغة ، لذلك لا تثق بها تماماً.. إسأل الناس عما يقصدون ، فهذا الأسلوب الأمثل كي تفهم ما يقصدون بالفعل..