دليلة المحبــة مشــــــــرفة عـــــــــامة
عدد المساهمات : 1150 تاريخ التسجيل : 25/12/2009 العمر : 34 الموقع : Almahabba Scout . :
| موضوع: الإعجاز العلمي في النهي عن الشرب واقفاً الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 7:28 pm | |
| الإعجاز العلمي في النهي عن الشرب واقفاً
مقدمة:
لقد أنعم الله تعالى على البشرية بالدين الإسلامي الحنيف, وأرسل رسوله محمد هادياً ومعلماً، فكان الإسلام هو الدين الوحيد الذي جمع بين الدنيا والآخرة على أكمل الوجوه، واهتم الإسلام بالروح والجسد ولم يفضل واحداً على الآخر، فجاءت أحكامه كالعلاج الشافي المتكامل، وبذلك يعيش المسلم في حياة قوامها التوازن بين روحه وجسده.
ولا يتسع المجال هنا لحصر الأمثلة على ذلك, ولكننا سنتناول جانباً من الجوانب التي تتعلق بصحة الجهاز الهضمي لدى الإنسان, وذلك من خلال الأحاديث النبوية الواردة في النهي عن الأكل والشرب واقفاً, وقد جاءت المعارف العلمية الحديثة لتثبت الفائدة الصحية من هذا التوجيه النبوي العظيم.
الأحاديث النبوية الواردة في الأكل والشرب واقفاً:
جاءت مجموعة من الأحاديث النبوية في الأكل والشرب واقفاً, وبعض هذه الأحاديث تنهى عن الشرب والأكل واقفاً, وبعض هذه الأحاديث تدل على جواز هذا الأمر, وسنعرض هذه الأحاديث, ونذكر أقوال العلماء المسلمين في الجمع بين هذه الأحاديث النبوية.
أولاً: الأحاديث الواردة في النهي عن الشرب والأكل واقفاً:
عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أنه نهى أن يشرب الرجل قائماً ", قال قتادة: فقلنا: فالأكل؟, فقال: ذاك أشر أو أخبث.(1), وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائما"(2), وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يشربن أحد منكم قائماً, فمن نسي فليستقيء"(3), وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل رآه يشرب قائماً: "قئ", قال:لم, قال: "أتحب أن تشرب مع الهر", قال: لا, قال: "فقد شرب معك شر منه, الشيطان"(4).
ثانياً: الأحاديث الواردة في جواز الشرب والأكل قائماً:
عن النزال قال: أتي علي رضي الله عنه على باب الرحبة بماء فشرب قائماً, فقال: إن ناساً يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم, وإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت.(5), وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "شرب النبي صلى الله عليه وسلم قائماً من زمزم"(6), وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام.(7), وفي رواية أخرى: كنا نشرب ونحن قيام ونأكل ونحن نسعى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم(. وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائماً وقاعداً"(9), وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائماً وقاعداً, ويصلي حافياً ومنتعلاً, وينصرف عن يمينه وعن شماله"(10)وعن أم سليم رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب من فم قربة قائماً"(11).
أقوال العلماء في الجمع بين هذه الأحاديث:
ترددت أقوال العلماء في هذه الأحاديث, فمنهم من قال بالترجيح, ومنهم من قال بالجمع بين هذه الأحاديث, وهذا هو الطريق الأمثل, ومنهم من قال بالنسخ, فجعل أحاديث الجواز ناسخة لأحاديث النهي, وهذا بعيد, يقول النووي رحمه الله: «هذه الأحاديث أشكل معناها على بعض العلماء حتى قال فيها أقوالاً باطلة وزاد حتى تجاسر ورام أن يضعف بعضها وادعى فيها دعاوى باطلة لا غرض لنا في ذكرها, وليس في هذه الأحاديث بحمد الله تعالى إشكال ولا فيها ضعف بل كلها صحيحة, والصواب فيها أن النهي فيها محمول على كراهة التنزيه, وأما شربه صلى الله عليه وسلم قائماً فبيان للجواز فلا إشكال ولا تعارض, وهذا الذي ذكرناه يتعين المصير إليه, وأما من زعم نسخاً أو غيره فقد غلط غلطاً فاحشاً, وكيف يصار إلى النسخ مع إمكان الجمع بين الأحاديث لو ثبت التاريخ وأنى له بذلك والله أعلم, فإن قيل كيف يكون الشرب قائماً مكروهاً وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم, فالجواب: أن فعله صلى الله عليه وسلم إذا كان بياناً للجواز لا يكون مكروهاً بل البيان واجب عليه صلى الله عليه وسلم. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "فمن نسي فليستقيء" فمحمول على الاستحباب والندب, فيستحب لمن شرب قائماً أن يتقيأه لهذا الحديث الصحيح الصريح؛ فإن الأمر إذا تعذر حمله على الوجوب حمل على الاستحباب»(12), ويقول ابن حجر رحمه الله: «ثبت الشرب قائماً عن عمر أخرجه الطبري, وفي الموطأ أن عمر وعثمان وعلياً كانوا يشربون قياماً, وكان سعد وعائشة لا يرون بذلك بأساً, وثبتت الرخصة عن جماعة من التابعين, وسلك العلماء في ذلك مسالك: أحدها الترجيح وأن أحاديث الجواز أثبت من أحاديث النهي, وهذه طريقة أبي بكر الأثرم, المسلك الثاني دعوى النسخ وإليها جنح الأثرم وابن شاهين فقررا على أن أحاديث النهي على تقدير ثبوتها منسوخة بأحاديث الجواز بقرينة عمل الخلفاء الراشدين ومعظم الصحابة والتابعين بالجواز, وقد عكس ذلك ابن حزم فادعى نسخ أحاديث الجواز بأحاديث النهي متمسكاً بأن الجواز على وفق الأصل وأحاديث النهي مقررة لحكم الشرع فمن ادعى الجواز بعد النهي فعليه البيان فإن النسخ لا يثبت بالاحتمال, وأجاب بعضهم بأن أحاديث الجواز متأخرة لما وقع منه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع, وإذا كان ذلك الأخير من فعله صلى الله عليه وسلم دل على الجواز, ويتأيد بفعل الخلفاء الراشدين بعده, المسلك الثالث الجمع بين الخبرين بضرب من التأويل, فقال أبو الفرج الثقفي في نصره الصحاح والمراد بالقيام هنا: المشي, يقال قام في الأمر إذا مشى فيه, وقمت في حاجتي إذا سعيت فيها وقضيتها, ومنه قوله تعالى: ?إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِما?[آل عمران: 75], أي مواظباً بالمشي عليه, وجنح الطحاوي إلى تأويل آخر وهو حمل النهي على من لم يسم عند شربه, وهذا أن سلم له في بعض ألفاظ الأحاديث لم يسلم له في بقيتها, وسلك آخرون في الجمع حمل أحاديث النهي على كراهة التنزيه وأحاديث الجواز على بيانه, وهي طريقة الخطابي وابن بطال في آخرين, وهذا أحسن المسالك وأسلمها وأبعدها من الاعتراض, وقد أشار الأثرم إلى ذلك أخيراً, فقال: إن ثبتت الكراهة حملت على الإرشاد والتأديب لا على التحريم, وبذلك جزم الطبري وأيده بأنه لو كان جائزاً ثم حرمه أو كان حراماً ثم جوزه لبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بياناً واضحاً, فلما تعارضت الأخبار بذلك جمعنا بينها بهذا, وقيل إن النهي عن ذلك إنما هو من جهة الطب مخافة وقوع ضرر به, فإن الشرب قاعداً أمكن وأبعد من الشرق وحصول الوجع في الكبد أو الحلق, وكل ذلك قد لا يأمن منه من شرب قائماً»(13).
الأكل والشرب قائماً من منظور علمي:
كشفت الأبحاث الطبية الحديثة عن بعض أضرار الأكل والشرب قائماً, يقول الدكتور عبد الرزاق الكيلاني: «إن الشرب وتناول الطعام جالساً أصح وأسلم وأهنأ وأمرأ؛ حيث تكون الأعضاء ساكنة, والمعدة مستريحة, فيسيل الماء من فمها على جدرانها بلطف وتؤدة, بينما إذا شرب واقفاً فإن الماء يتساقط من فمها إلى قعرها فيصدمه صدماً, وإذا استمر الحال على ذلك مدة طويلة فقد تسترخي المعدة وتهبط, فيسوء هضمها للطعام»(14).
ويرى الدكتور إبراهيم الراوي أن الإنسان في حالة الوقوف يكون متوتراً ويكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالية شديدة حتى يتمكن من السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوازن والوقوف منتصباً, وهي عملية دقيقة ومعقدة يشترك فيها الجهاز العصبي والعضلي في آن واحد مما يجعل الإنسان غير قادر على تحصيل الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط المرجوة عند الطعام والشراب، هذه الطمأنينة يحصل عليها الإنسان في حالة الجلوس حيث تكون الجملة العصبية والعضلية في حالة من الهدوء والاسترخاء وحيث تنشط الأحاسيس وتزداد قابلية الجهاز الهضمي لتقبل الطعام والشراب وتمثله بشكل صحيح.
ويؤكد د. الراوي أن الطعام والشراب قد يؤدي تناوله في حالة الوقوف –القيام- إلى إحداث انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المبهم المنتشرة في بطانة المعدة، وإن هذه الانعكاسات إذا حصلت بشكل شديد ومفاجئ فقد تؤدي إلى انطلاق شرارة النهي العصبي الخطير inhibition vagal لتوجيه ضربتها القاضية للقلب، فيتوقف محدثاً الإغماء أو الموت المفاجئ.
كما أن الاستمرار على عادة الأكل والشرب واقفاً تعتبر خطرة على سلامة جدران المعدة وإمكانية حدوث تقرحات فيها, حيث لاحظ الأطباء الشعاعيون أن قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات اللقم الطعامية وجرعات الأشربة بنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابة بالقرحة. كما أن حالة عملية التوازن أثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة ومحدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي وتفقد صاحبها البهجة والاطمئنان عند تناوله لطعامه وشرابه(15).
وجه الإعجاز:
في توجيه نبوي رشيد جاء النهي عن الشرب والأكل واقفاً, وجاءت أحاديث أخرى لتدل على جواز ذلك عند الحاجة, فكان في هذا التوجيه سبق علمي, فهاهو العلم اليوم يطالعنا بالمشاكل الصحية التي تصاحب من يداوم على الأكل أو الشرب واقفاً, وأن هذه العادة من العادات الخاطئة والتي لا تتناسب مع القواعد الصحية. فمن أين تأتى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يخبر بهذا الأمر العظيم في ذلك العصر قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟. إن في هذا لدليلاً واضحاً على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم, وأن كل ما كان يخبر به إنما هو وحي من الخالق العليم, نزل به الروح الأمين على قلب خير المرسلين ليكون هادياً للعالمين. | |
|
محمد شوقي الكِِِشــــاف الذهـــــــبي
عدد المساهمات : 796 تاريخ التسجيل : 28/12/2009 العمر : 37 الموقع : http://ayoub2008.yoo7.com/forum.htm . :
| |
دليلة المحبــة مشــــــــرفة عـــــــــامة
عدد المساهمات : 1150 تاريخ التسجيل : 25/12/2009 العمر : 34 الموقع : Almahabba Scout . :
| موضوع: رد: الإعجاز العلمي في النهي عن الشرب واقفاً الإثنين أكتوبر 18, 2010 7:16 pm | |
| العفو و شكرا على مرورك أخي محمد شوقي تقبل تحياتي الكشفية | |
|