البيئة هي مصطلح شائع الاستخدام في الأوساط العلمية ، كما يشيع باستخدامه عند عامة الناس ، وفي ضوء تلك العمومية نجد تعاريف عديدة تختلف باختلاف علاقة الانسان بالبيئة ، فالمدرسة بيئة ، والجامعة بيئة ، والمصنع بيئة ، والمجتمع بيئة ، والعالم كله بيئة .
ومن اخطر مشاكل البيئة التي كان الانسان ولا يزال يعاني منها إلى هذه الايام ، هي مشكلة حقّاً تستحق محض الاهتمام من شتّى أفراد المجتمع ألا وهي مشكلة "التلوث "
تلوث البيئة :
التلوث هو إحداث تغيير في البيئة التي تحيط بالكائنات الحية بفعل الانسان وانشطته اليومية مما تؤدي إلى ظهور بعض المواد التي لا تتلائم مع المكان الذي يعيش فيه الكائن الحي ويؤديه إلى اختلاله . والانسان هو الذي يتحكم بشكل أساسي في جعل هذه الغذا تممواد نافعة أو ضارة ، فنجد مثلاً أن الفضلات البيولوجية للحيوانات تشكل مادة نافعة إذا تمّ استخدامها مخصبات للتربة الزراعية ، واما إذا تمّ التخلص منها مصارف المياه فستؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة .
ما هي أسباب تلوث البيئة ؟
يرجع المهتمون بالدراسات البيئية والاقتصادية أسباب تدهور البيئة إلى الأسباب التالية :
1- الاستخدام الكثيف للطاقة مما أدّى إلى احداث التلوث الجوي بزيادة كمية الجسيمات الدقيقة العالقة والغازات السامة بالجو مثل ثاني أكسيد الكربون ، وأكسيد النتروجين ، بالاضافة إلى الامطار الحمضية .
2- ازدياد حركة النقل وعدد المركبات : وهي عناصر أساسية في زيادة مصادر التلوث في المناطق الحضرية ، فعدد المركبات يتضاعف في جميع المدن الاسيوية خاصة المركبات التي تستخدم الديزل والمركبات ذات التلوث المرتفع ، ففي كل من كوريا وتابلاند وتايوان وهونغ كونغ يتضاعف عدد المركبات كل ثلاث سنوات .
3- التوسع الصناعي وزيادة عدد المنشآت والأنشطة الصناعية التي تعتبر مصادر أساسية للتلوث مثل صناعات الحديد والصلب والمناجم والتعدين ومنشآت الأسمنت واعمال التكرير والكيماويات ومحطات توليد الحراري. ففي ماليزيا تعاني الولايات المكتظة بالمنشآت الصناعية تلوثاً مخيفاً فاقت معدلاته المعايير الدولية لنقاء الجو وفقاً لمقياس منظمة الصحة العالمية ، حيث يشير مقياس المنظمة إلى ان نسبة الجسيمات العالقة والدقيقة تتراوح بين 40 – 60 % في كل جرام من المتر المكعب ، وتؤكد الأرقام أن هذه النسبة ترتفع في الولايات الفيدرالية كوالا لمبور وكبرى المدن الماليزية " جوهور بارو " إلى 75 % لكل جرام .
4- انتشار القطاعات الصناعية الأكثر تلوثاً للبيئة في آسيا خاصة في اندونيسيا وتايلاند والفلبين إضافة إلى الهند وبنغلادش ، وهو الامر الذي يزيد من حجم المكونات السامة في الجو والمصادر المائية ، فشواطىء معظم المدن المطلة على المحيط ملوثة ، بمعدلات عالية سواء بسبب المياه الملوثة الواردة من المصانع أم فضلات السفن الراسية عليها مما أدّى إلى تلوث الأحياء البحرية .
أنواع التلوث :
أولاً : التلوث الهوائي : تسبب ملوثات الهواء موت حوالي 50,000 شخص سنوياً أي تمثل هذه النسبة حوالي 2 % من النسبة الإجمالية للمسببات الأخرى للموت . فإذا أراد الانسان أن يحافظ على صحته فلا بد من السيطرة على تلوث الهواء لأنّه إكسير الحياة الذي نتنفسه .
ومن أكثر العناصر المزعجة في هذا المجال هو الدخان المنبعث من التبغ أو السجائر والذي يقتل حوالي 3 ملايين شخص سنوياً ، ومن المتوقع أن تزيد هذه النسبة إلى 10 ملايين شخص سنوياً في الأربعة عقود القادمة إذا استمر وجود مثل هذه الظاهرة .
ثانياً : التلوث المائي : وقد شهدت مصادر المياه العذبة تدهوراص كبيراً في الآونة الأخيرة لعدم توجيه قدر وافر من الاهتمام لها . ومن العوامل التي تسبب حدوث مثل هذه الظاهرة قصور خدماترالصرف الصحي والتخلص من مخلفاته ن والتخلص من مخلفات الصناعات بدون معالجتها .
دور الأشجار في درء أخطار الغازات :
للأشجار دور هام في تنقية جو المدن من غاز ثاني أكسيد الكربون وبعض الغاوات الاخرى ، وفيما يلي دور الأشجار في درء أخطار الغازات :
• يقوم الهكتار الواحد من الغابات بامتصاص الغبار وتصفية حوالي 18 مليون متر مكعب من الهواء سنوياً .
• يمكن لهكتار واحد من الغابات امتصاص ما بين 220 إلى 280 كلغ من غاز ثاني أكسيد الكربون وإطلاق ما بين 180 إلى 240 كلغ من غاز الأكسجين .
• يحتجز هكتار واحد من غابة اللاركس larix أكثر من 70 كلغ من غاز ثاني أكسيد الكبريت وهكتار واحد من غابة الصنوبر الحرجي p.sylvestris أكثر من 26 كلغ من غاز ثاني أكسيد الكبريت .
• ينتج هكتار واحد من غابة اللزاب 30 juniperus كلغ من الزيوت الطيارة المضادة للجراثيم التي تنظف جو الغابة من الاحياء الدقيقة .
• تفرز أوراق جنس الصنوبر pinus موادا وزيوتا طيارة تنقي الجو من الجراثيم وتقضي حتى على جراثيم السل ، لذلك ينصح بزراعتها في المصحات .
• تقضي مفرزات اشجار الشوح Abies على نسب كبيرة من جراثيم المكورات العنقودية .
• من المعروف أن التنفس والرياضة داخل الغابة ينعش الأعصاب ويريحها ويعطي الجسم راحة وخاصة غابات الارز cedrus التي يتكون تحت مظلتها نسب كبيرة من غاز الأوزون O3 .
• تفرك أشجار الآس والحور والجوز والعرعر والزيزفون والكينا مواداً مضادة للبكتيريا والفيروسات ومثبطة لنشاطها
• تفرز غابات الكينا Eucalyptus مواداً طاردة للبعوض .
5- المحافظة على المجال الغابوي :
نظراً للأهمية البيئية والاقتصادية والاجتماعية للغابة ، لا بدّ من اتخاذ اجراءات لازمة لحماية هذا الارث الطبيعي وضمان استمراريته لتستفيد منه الأجيال القادمة ، ومن بين الاجراءات نذكر :
* تنمية المجال الغابوي ، وذلك بتشييع برامج التشجير .
* تقنين ومراقبة استغلال الغابة ( الرعي – القطع ...)
* تحسيس الساكنة المجاورة للغابة خاصة بعدم استغلال الغابة استغلالاً مفرطاً
فالغابة مملكة نباتية وحيوانية تعيش فيها الكائنات الحية في توازن إذا نقص منها أحد الأفراد اختل توازنها .
الحلول لعدم قطع الأشجار .
1- إفهام الأطفال بأنّالشجرة مفيدة لحياتنا
2- القيام بحملات تحمي قطع الأشجار
3- ممارسة عملية التشجيير في كل المدارس
4- وضع الائحات المكتوب عليها عدم قطع الأشجار
5- تقصيف الأشجار والمحافظة عليها لتبقى سليمة لأطول مدة .
6- تأسيس مؤسسات تتمثل بحماية الأشجار
7- تعليم الطلاب أن للشجرة فوائد عديدة كالتدفئة وتنقية الهواء لذا لا تقطعوها .
8- القيام بحملات من قبل الطلاب للتشجير وحماية الشجرة .
9- من واجب كل دولة القيام بمحمية لتحمي أنواع الشجرة الفريدة من نوعها .
10- وضع عقوبات لكل من يقطع الشجرة بكثرة ويقوم ببيع خشبها .
الأديان
ثقافة النظافة .... دعوة لإنقاذ بلدنا وانفسنا بالنظافة أولاً .
الأديان بمجملها تدعو للنظافة وخاصة الدين الاسلامي بالاضافة إلى المسيحي اللذان يؤكدان حتّى على الطهارة المعنوية بإزالة الأوساخ من شخصية الإنسان حتى يظهر بصورة جميلة كي تتقبله النفوس وينجذب للطفه المعقول هذا في باب نظافة النفس أما عن نظافة الجسد فقد ورد عن النبي ( ص ) " النظافة من الإيمان " الحديث يربط أهمية النظافة بدرجة الإيمان لما لها من أهمية وتأثير على حياة المجتمعات وتحصينها من الأوبئة المعدية والجراثيم التي تجد القاذرات مغردوساً لها لنموها وانتشارها لبقاء نسلها .
لكن إذا تجولت في أحياء وأزقة بغداد وخاصة مدينة الصدر ، مدينة الفقراء والعمال ، والمستضعفين ، سترى بشكل حجم الكارثة البيئية التي يعاني منها المواطنون هناك ، حيث الطرقات مليئة بالأوساخ الكبيرة بحيث يلجأ الأطفال للعب فوقها ويرشق بعضهم البعض بما ينتشلونها من القطع المعدنية أو البلاستيكية فكم منهم يتعرض يومياً بجروح خطرة في الأقدام بسبب الفقر البائس والجاثم على حياة المواطنين وعدم توجه الدولة والمسؤولين لانتشالهم من ذلك المستنقع وذلك الحلقة المميتة لانشغالهم بما هو قد يكون أهم ، أسئلة كثيرة تفرض نفسها منها ما ذنب الطفولة ألا يحق لهم الإستحمام اليومي أحرام عليهم اللقمة النظيفة ؟
المصدر : صادق المولاني 26\ 7 \ 2008
المدرسة والنظافة ...
قررت إدارة المدرسة فرض عقوبات على المخالفين من التلاميذ أي الذين لا يحترمون نظافة المدرسة ومن هذه العقوبات حسم من علامات مادة التربية الوطنية والتنشئة المدينة ولكنها لم تلجألهذه العقوبات ،بل عملت على توعيه وارشاد الطلاب للمحافظة على النظافة
ان كون الاساتذة قدوة للطلاب والتلاميذ مكنهم من تامين جو مريح نسبياً لهم ، وتحسيسهم بالمسؤولية اتجاه نظافة المجتمع والمدرسة بشكل خاص .
اما بالنسبة للتدابير التي اتخذتها المدرسة فكانت وضع براميل النفايات في كل الملعب بحيت لا يستكلف الطالب ذهابه لرمي النفايات فيه .
استطاعت هذه التدابير الى جانب التوعية والارشاد الحد من عدد التلاميذ الذين يرمون النفايات على الارض حيث أنخفظوا إلى أقل من 2 %
إضافة إلى ذلك فقد قامت جهات خارجية بنشاطات داخل المدرسة وكان هدفها التوعية على أهمية النظافة وفرز النفايات في بلدتنا وقرانا للحدّمن التلوث والمحافظة على بيئة نظيفة .
الجماعات المسؤولة عن التلوث في المدرسة :
تتمثل الجهات المسؤولة عن التلوث في المدرسة بالطلاب والتلاميذ فالتلوث نتيجة لإهمالهم وعدم إحساسهم بالمسؤولية المترتبة على عاتقهم والتي يجب أن ننميها فيهم .
فنظافة المدرسة تنعكس إيجاباً وسلباً على نفسية الطالب ، كما أنّ نظافة التلميذ في المدرسة هو اكبر دليل على نظافة خارجها وهو دليل على رقي المجتمع وتحضره .
الحلول لعدم رمي النفايات
1- توعية الاطفال منذ صغرهم على عدم رمي النفايات في الأرض أو حتّى في أرض الملعب .
2- وضع لائحات مكتوب عليها لا لرمي النفايات في الملعب
3- وضع سلال مهملات عديدة لكي يرى الطالب أن هناك أماكن شتّى لرمي النفايات .
4- من واجب المدرسة وضع عقوبات لمن يرمي النفايات على الأرض وفي الملعب
5- إجراء حملات توعية للمدارس تتناول الحفاظ على البيئة
6- القيام بحملات نظافة من قبل الطلاب في تنظيف الملعب
7- من الضروري أن يبدأ المعلم بتعليم الأطفال في المراحل الاولى بعدم رمي النفايات في أرض الملعب
8- أخذ بعض الدروس في النظافة كفوائدها والامراض الناجمة عن رمي النفايات على الأرض .
9- تقع المسؤولية الكبرى على عاتق الاهل لذا عليهم بتعلم الأطفال على النظافة وان رمي النفايات على الأرض خطأ .
واقع النظافة في المجتمع
لطالما أفسحت المجتمعات مجالاً واسعاً أمام احترام النظافة العامة . فكانت تفتح أبوابها دائماً أمام محاضر الإلتزام بالنظافة العامّة والخاصة كي تكون موضعاً يظهر معنى التحدي والرقي . ولكن للأسف الحقيقة غير ذلك تماماً فنرى أنّ كل هذه المحاضر والتوجهات والمجالس هي مجرد كلام دون تنفيذ ، أي يقال : " حبر على ورق " فإنّ واقع هذه المجتمعات هو واقع ملوث جذرياً بحيث هناك تهميش لهذه القضية من قبل المواطنين ن وفي ظل غياب حكومات عن توعية المواطن والإرشاد السوي إلى العمل الصحيح لأجل النظافة العامّة . لا ننكر بأنّ هناك مجتمعات تعمل وتهتم كثيراً لأمر النظافة العامّة بيد أنفا لا نزال نرى مظاهر مريرة ومؤدية جداً للبيئة ومن هذه المجتمعات ، المجتمعات الغربية التي كانت ولا تزال يعطي فيها المواطن ، والمسؤول ، والحكومة ، اهتماماً شديداً للمحافظة على النظافة . فعلى سبيل المثال : ذهبنا إلى شوارع أوروبا السويد ، ايطاليا فلن نجد ولو منديلاً أو ورقة في إحداها وهذه هو دليل خير نظافة في هذه البلدان فسكان تلك البلاد يرون أنّ النظافة هي من عاداتهم ومبادئهم وهي جزء مهم من حياتهم ، أما إذا ألقينا نظرة إلى المجتمعات الشرقية فسنرى أن الكلام عن هذا الموضوع كثير ، والتحدث عنه كبير ، والعمل على تشجيع المواطن للإتيان بالنظافة هو شيء شبه روتيني فيها لشدّة المطالبة الدائمة بالحفاظ على النظافة عبر الجمعيات البيئية ، ندوات ، كتب تتحدث عن البيئة والانسان بغية الوصول إلى المحافظة على النظافة .
فالمجتمعات الشرقية هي مجتمعات تهمس النظافة ولا تحميها وإن وجدنا ، فبنسبة قليلة جداً .
أخيرا ، المجتمع هو النظام العام الذي يتحاشى عليه المواطنون ، لذا وإن كان المجتمع وأفراده يعطون هذه القضية ما يستحقه من عمل ، وإهتمام لتطبيقها أصبح الجميع مهتمون لها ، وإذا كانت بيئة المجتمع هي بيئة ضعيفة ، هزيلة لا نسعى إلى تحقيقه ألا وهو المحافظة على النظافة حتّى ولو بعد زمن طويل . فيجب الاستيقاظ على هذه المشكلة قبل أن تنتشر أكثر وتتسبب بأزمات أكبر وتخلق أمراض جديدة للمواطن لأنّ الحفاظ على النظافة يعني الحفاظ على البيئة لأنّ البيئة هي أمّ ومصدر الحياة ، وعكس ذلك يعني تلف وتدهور البيئة .