في مبادئ الإسلام ما يدفع إلي مسايرة الحياة المسرعة المتطورة ، و ذلك بالحرص علي الوقت ، والإفادة منه أحسن إفادة ,,إن الاستهانة بالوقت و قطعه فيما لا يفيد ـيجعل الإنسان كالنبات الطفيلي الضار الذي يمتص غذائه علي حساب غيره من النبات النافع الطيب الثمرات ,فعلينا أن نحترم الوقت ونقدره ، ولا نضيعه فيما لا يفيد؛ فالتقدم و التحضر لا يكون إلا نتيجة احترام الوقت و تقديره والطالب النابه من يقدر الزمن ، وينظمه ، ويحافظ عليه ،والفائقون من يستثمرون أوقاتهم ويحصدون نتائج أعمالهم فيها, إن كل شئ مفقود يمكن للإنسان أن يسترجعه إلا الوقت ، فما من يوم ينشق فجره إلا وينادي مناد .. يا بن آدم أنا خلق جديد وعلي عملك شهيد فاغتنمي وتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلي يوم القيامة .
وإن المرء مسئول يوم القيامة عن الوقت الذي قضاه ، و العمر الذي عاشه في الحياة ، قال رسول الله صلي الله عليه و سلم :(( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع ! عن عمره الذي أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه ؟ وعن علمه ماذا عمل فيه ؟
وهنا استحضر ما قاله ابن الجوزي لولده:
اعلم يابني أن الأيام تبسط ساعات،
والساعات تبسطُ أنفاساً،
وكل نفس خزانة، فاحذر أن يذهب نفسٌ بغير شيء،
فترى في القيام خزانة فارغة فتندم.
وانظر كل ساعة من ساعاتك بماذا تذهب فلا تودعها إلا إلى
أشرف ما يمكن ولا تهمل نفسك
وعودها أشرف ما يكون من العمل وأحسنه،
وابعث إلى صندوق القبر ما يسرك الوصول إليه.
شكرا جزيلا اخي سالم على العبارات الراقية في معناها ومضمونها ودلالاتها و الشكر موصول لاستاذنا على ما اورده عن الوقت وقيمته.