محمد شوقي الكِِِشــــاف الذهـــــــبي
عدد المساهمات : 796 تاريخ التسجيل : 28/12/2009 العمر : 36 الموقع : http://ayoub2008.yoo7.com/forum.htm . :
| موضوع: ظاهر ةالطلاق الإثنين فبراير 01, 2010 3:45 pm | |
| الطلاق قنبلة موقوتة تهدد الكيان الأسري الذي يعتبر نواة المجتمع، فانهيار العلاقات الزوجية يعني تشتت الأسر وهدم كيانها وضياع أفرادها، فأطراف العلاقة المتضررون من الطلاق يلحقهم الأذى النفسي والمعنوي لفترات طويلة، مما يترتب عليه خلل في التركيبة الشخصية لبعض أفراد المجتمع.
فيؤكد علماء النفس والاجتماع أن الطلاق من أصعب المراحل التي قد تواجهها المرأة في عمرها، لأنه يقلب حياتها رأساً على عقب، وينتابها شعور بالضياع، وإذا ما فكرت في بدء حياة جديدة، فستجد ‘’الزواج الثاني’’ مجرد تجربة محفوفة بالمخاطر .
كما أن نظرة المجتمع الشرقي للمرأة المطلقة تتسم بالوجوم وطرح آلاف التفسيرات السليمة حينا والخاطئة مئات الأحيان، وهي - في أحسن الحالات - ستفوز بزوج أرمل يعول أبناءً غالبا ما يكونوا أحوج إلى دار حضانة منها إلى زوجة أب مكروهة بالفطرة والغريزة، أو مطلق عابث يبحث عن معذبة جديدة ينفث فيها رجولته التي أزهقت سابقتها.
والرجال من مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية يعانون اكثر من المرأة عند حدوث الطلاق ولاسيما عندما تكون المرأة هي التي طالبت به وأصرت على تنفيذه ويعاني الرجل من اليأس والطعن برجولته لكنه يئن بصمت.
وهذا دليل على ما أكدته الدراسات بأن الرجل بعد الطلاق كثيراً ما يصاب بنوبات قلبية مميتة أكثر من المرأة لأنه يكبت حزنه ومصابه وتأثره في داخله، لكن المرأة أكثر تحملا لأنها لا تخفي ذلك مثله. أما الأطفال فهم ضحايا انهيار العلاقات الزوجية، فغالباً ما يقعون تحت رحمة ‘’زوج أم’’ قاس لا يعترف بطفولة أو حتى بحقوق إنسانية لغير أبنائه، وبين ‘’زوجة أب’’ غالباً ما تتفنن في تشويه براءتهم ودفعهم للانحراف. فقد أكدت العديد من الدراسات أن الخلافات الزوجية، هي من أهم أسباب إصابة الأطفال بمرض ‘’النشاط العدواني الزائد’’، كما يعانون من عدم التركيز، إضافة إلى أنهم يعانون من التعثر في دراستهم.
فتفشي الطلاق في المجتمع ينم عن حالة مرضية او خلل يستوطن كيان الأسرة وبنيان المجتمع، وكثيرة هي أسباب الطلاق التي أجمع عليها علماء النفس والاجتماع، منها الخيانة الزوجية وعدم الثقة من أكثر العوامل المدمرة للحياة الزوجية، كما أن الغيرة الشديدة لدى بعض الأزواج والتي قد تحملهم على فرض قيود قاسية على حركة الزوجة وتصرفاتها ومن ثم تنقلب إلى الضرب.
إضافة إلى اختلاف الثقافة بين الزوجين وما ينشأ عنه من خلافات تتطور لتصل حد الطلاق بعد ذلك، ويضيف علماء الدين إلى ذلك ضعف الوازع الديني وغياب القيم الاخلاقية من حياة الأفراد وذلك نتيجة سريان تيار الثقافة الغربية ونظرا لانعدام التوجيه الإسلامي الصحيح، وإهمال المرأة لشؤون الزوج والأبناء والمنزل وانشغالها بأمورها الخاصة.
فعلى رغم أن الشريعة الإسلامية أباحت الطلاق مادامت الحياة الزوجية قد استحال دوامها بين الزوجين لسوء العشرة، ولكن يبقى الطلاق هو الحل الذي تكثر بعده المشكلات عما كانت قبله.
| |
|