كشافة سورية .. تاريخ عريق .. وعودة بعد انقطاع
لا يعرف الكثيرون أن سورية احتضنت الانطلاقة الأولى لفرق الكشافة في الوطن العربي وبأنها كانت من البلدان التي شهدت ظهوراً مبكراً للجان الكشافة على مستوى العالم. ولم يسبق ظهور الكشافة في العالم على يد اللورد الإنكليزي بادن باول في العام 1907 كثيراً ظهور الكشافة في سورية في العام 1912 عندما تأسست أول فرقة كشفية في الدول العربية لتحتضن بعدها دمشق المكتب الإقليمي للمنظمة الكشفية العالمية لفترة طويلة.
واستطاعت الكشافة السورية في مدة وجيزة العودة للحاق بركاب الحركة الكشفية العالمية بعد فترة جمود ومنذ تموز من العام الماضي استعادت سورية عضويتها في المنظمة الكشفية العالمية مع أقدميتها في تاريخ التسجيل.
ويقول إلياس شحود رئيس اللجنة العليا لكشاف سورية ورئيس مكتب الإعداد والثقافة المركزي في اتحاد شبيبة الثورة لسانا إن قرار استعادة نشاط الحركة الكشفية في سورية كان نتيجة لمقررات المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي العاشر ولمؤتمر اتحاد شبيبة الثورة والتي دعت إلى التوجه نحو المجتمع الأهلي والنشاط المجتمعي و الانفتاح على شرائح المجتمع كافة بما يخدم عملية التنمية الشاملة على اعتبار أن الكشافة ذات طابع أهلي و نشاط مجتمعي وتلاقى ذلك مع رغبة الكشافين القدامى في عودة النشاط الكشفي لسورية إضافة إلى أن الكشافة نافذة على العالم فالمنظمة الكشفية العالمية تضم 160 دولة.
ويقول شحود إن اتحاد الشبيبة سعى منذ العام 2006 إلى تفعيل الحركة الكشفية المحلية حيث جرى إعداد ملف استعادة عضوية سورية في المنظمة العالمية و الذي تضمن إعادة صياغة النظام الداخلي و النظام الأساسي للكشاف وحصر أعداد الأعضاء والمنتسبين وإطلاق الأنشطة المحلية الكشفية تلا ذلك زيارات للمكتب العالمي للحركة الكشفية لسورية للإطلاع على البيئة التنظيمية للكشافة وعند عقد مؤتمر عام للكشافة في كوريا في العام الماضي جرى قبول إعادة انتساب سورية للمنظمة من قبل المؤتمر وتسعى اللجنة الوطنية للكشافة إلى إتمام الانتساب إلى الجمعية العالمية للمرشدات و فتيات الكشافة والتي حصلت فيها سورية على عضوية منتسبة مدتها ثلاث سنوات يليها الحصول على العضوية الكاملة في العام 2011 كما هو مخطط.
وتحدث شحود عن طبيعة عمل النشاط الكشفي واصفاً إياه بالمتعدد فهو نشاط مجتمعي يتعلق بالصعيد الشخصي والخدمات العامة ويهدف إلى إعداد الإنسان وتمكينه من خدمة الوطن و الآخرين إضافة للأعمال التي لها علاقة بالنشاط المجتمعي بما ينعكس إيجاباً على المجتمع إضافة إلى النشاطات البيئية والثقافية والرياضية والكشفية والترويجية وأنشطة التخييم ورحلات مغامرة والاستكشاف ورحلات الطبيعة.
وتتوجه الحركة الكشفية أساساً إلى الفتية والناشئين المؤمنين بأهداف الحركة الكشفية حيث يمر العضو لدى انتسابه بأربع مراحل الأولى وهي مرحلة الأشبال من عمر 6 سنوات وحتى عمر 12 سنة والثانية وهي مرحلة الكشاف من عمر 13 سنة وحتى عمر 16 سنة والمرحلة الثالثة هي مرحلة الكشاف المتقدم من عمر 16 سنة وحتى عمر 18 سنة وتسمى المرحلة الرابعة مرحلة الكشاف الجوال من عمر 18وحتى عمر 23 سنة.
ويوضح شحود أنه بوسع الراغبين بالانتساب إلى الكشافة ممن تجاوزوا مرحلة الأشبال اجتياز مرحلة القبول قبل الانضمام إلى فرق الكشافة ضمن المرحلة العمرية التي تناسبهم في حين يمارس القياديون العمل الكشفي رغم تقدمهم في السن.
وعندما يصبح الفرد عضواً كشفيا يطلب منه واجبات نحو ذاته ونحو الآخرين ونحو وطنه والمجتمع فالحركة الكشفية تحض على الإيمان بالقيم الأخلاقية والروحية في إطار تعزيز الوحدة الوطنية بصورة تغرس الإيمان في نفوس الشباب بدون تعصب مع احترام معتقدات الآخرين.
ويقول شحود إن الكشافة السورية التي باتت تضم 12 ألف عضو تحفل بنشاطات متعددة طوال الصيف على مستوى الفرق و الأفواج مثل المخيمات الصيفية ذات النشاطات المختلفة كما استضافت منطقة الغاب في محافظة حماة مخيما كشفياً مركزياً ضم ألف كشاف من كل مفوضيات سورية إضافة لدورات دائمة ومتعددة لتأهيل وتدريب قياديين في الكشافة.
ويسرد يونس الذي تخطى الستين عاماً ذكرياته مع الكشافة ويقول بأنه شارك لعامين متتالين منتصف الخمسينيات في مخيمات الكشافة في منطقة دمر والتي كانت تغطيها البساتين آنذاك غير أن ظروف العمل والحياة شغلته عن المتابعة وهو لأجل ذلك يحض أحفاده على استعادة ذكرياته عبر المشاركة في الفرق الكشفية.
وتقول ليليان وهي كشفية من مفوضية كشافة دمشق إنها استطاعت إقناع أغلب صديقاتها بالانخراط في النشاط الكشفي لأنه يضع الشباب في جو سليم يمكنهم من الاعتماد على الذات لأن العمل الكشفي عمل طوعي ومنظم يتيح تنمية القدرات الفردية وينمي قدرات التعامل مع الآخرين.
وتخطط اللجنة العليا لكشاف سورية لتحقيق نمو في الحركة الكشفية السورية عبر توسعين أفقي يشمل توسيع القاعدة الكشفية لتشمل كل المحافظات ورأسي يعنى بتنمية القيادات الكشفية والكوادر القيادية بينما بدأت الاستعدادات المبكرة لاستضافة سورية للمئوية العربية بما يليق باسم كشافة سورية وتاريخها العريق الذي يستند إلى إرث زاه كانت فيه سورية رائدة للعمل الكشفي العربي وتسعى اليوم لاستعادة دورها ومكانتها الأصيلة اللائقة.