حين أشرقت طفولة الانسان الفكرية على الكون وجد الموسيقى تملأ أرجاء الطبيعة ،فسمع تغريد الطيور ، وحفيف الأشجار، وخرير المياه ....وغير ذلك.
والإنسان مدفوعا بغريزته الاستطلاعية قد عرف الأصوات الموسيقية وأخرجها من أشجار الغاب ، ثم ابتدع أصواتا أخرى ، وهكذا إلى ان اكتملت صناعة الآلات الموسيقية وتطورت إلى درجة عظيمة من النمو والاتقان.
وقيل إنها علم رياضي يشيد على قواعد الأنغام فكل سلسلة من الأرقام تكون سلما موسيقيا يجعله مستقلا في طابعه ومزاياه .
وهي أيضا هندسة صوتية فذة ، تتألف منها نغمات معبرة عما تشعر به النفس من مظاهر الحياة. وقالوا إنها لغة الجمال والعواطف، فالطرب الذي نحسه فيلحن موسيقي ماهو الا نتيجة مشوقة لنا، تنسجم فيه النغمات في إطار شيق بديع.
فالموسيقى ترتبط مع اللغات الأبجدية بحروف وقواعد ، وقد يستعمل الموسيقار الدرجات الموسيقية السبع للتعبير عن انغامه والحانه ، أما الأديب فيستغل الحروف والألفاظ في تكوين المفردات والجمل الخطابية.
وعلى هذا الاعتبار فالموسيقى فن وعلم ولغة.