هناك ميل لدى قسم من الأطفال لخوض المشاجرات حوالي فترة النوم. ويستعمل العديد منهم أثناء محاولة النوم دمية خاصة أو نوراً ليلياً. قد نجد لدى الرضع الذين يجدون في العادة صعوبة في ترسيخ طرز نوم ليلية منتظمة، صعوبة في الإرضاء وهيوجية ذات خواص مزاجية وصعوبة النوم لديهم عند وجود قلق لدى الوالدين أو نزاع بينهما.
وقد يعاني الأطفال الأكبر سناً من مخاوف ليلية عابرة (من اللصوص ، أصوات الضجيج، برق ورعد والاختطاف..) ذات أثر على النوم، وقد يعبر الأطفال عن تلك المخاوف بصورة علنية أو يقنعونها عبر تكتيكات هدفها في الغالب تأجيل موعد النوم، وقد يطلب الطفل الخائف النوم في غرفة الوالدين. أو يأتي إليها بعد نومهما.
يعتبر عدم القدرة على النوم أو الفشل في المحافظة عليه أمراً قليل الشيوع في الطفولة فيما ينتشر حصوله لدى المراهقين. غالباً ما يشارك قلق الفصل هذه المشكلة وقد يعتبر الأطفال بصورة لا واعية ورمزية النوم:
أنه ذلك الوقت الذي يحرمون فيه من حب واهتمام الوالدين، ولا شك أن ذلك القلق سيجد سبيله للتفاقم عند وجود صراع في الأسرة أو حدوث الطلاق أو انفصال الزوجين.
ترتبط مخاوف وقت النوم غالباً مع حالات الفصل الطبيعية كالتحاق الطفل بمركز الحضانة أو روضة الأطفال، وعندما يترعرع الأطفال ويغدون أكثر إدراكاً للموت، قد يتلكؤون في الذهاب إلى الفراش خشية تعرضهم له .
ويكون هذا الأمر مبالغاً به عند وجود وفاة حديثة لأحد أفراد الأسرة وقد يتم التعبير عن القلق الناجم عن أي من مجالات حياة الطفل (الأسرة، الأقران، مستوى الأداء المدرسي..)على شكل اضطراب في النوم، كما قد يسبب الاكتئاب مشكلات ذات صلة بالنوم.
النوم الانتيابي
وهو اضطراب ينجم عنه عدة نوب من النوم خلال النهار والجمود والشلل النومي أو هلاوس نُعاسية، ولوحظ أن هناك تأهباً جينياً، وسجلت حالات قبيل البلوغ رغم بدئه عادة في سن المراهقة، ولا بد من الدراسات المخبرية للنوم لوضع هذا التشخيص بصورة قطعية. يقترح اللجوء إلى المعاجلة المحافظة للحالة عادة حيث تستخدم المنبهات لوسنات النوم النهارية ومضادات الاكتئاب للجُمدة.
يسجل حوالي (7 ـ 15%)من الأطفال مشاكل تتعلق بالكوابيس ويكون حدوث أحلام القلق خلال مرحلة الرَيْم REM (مرحلة النوم ذي الحركة السريعة للعين) إذ يستيقظ الطفل ويغدو صاحياً خلال وقت قصير، متذكراً عادة محتويات الحلم.
تحدث الكوابيس بصورة أكثر شيوعاً لدى الإناث منها لدى الصبيان وتبدأ بالحوادث عادة قبل سن العاشرة، وهي شائعة خاصة عند أطفال لديهم قلق أو اضطرابات وجدانية.
الذعر الليلي
تظهر حالات الذعر الليلي أو الفزع الليلي عادة في سنوات ما قبل المدرسة، ويحدث الفعل الموقظ خلال المرحلة الرابعة للنوم وعادة عند بدء دورة النوم، ويكون الطفل فيها واضح التخليط وتَيْهاناً، مبدياً علامات دالة على فعالية ذاتية شديدة (تنفس مجهد، حدقتان متسعتان، تعرق، تسرع القلب، وزلة). وقد يشكو من تظاهرات بصرية غريبة الأطوار ويبدو عليه الخوف واضحاً.
وقد تحدث حالة السير النومي (المشي أثناء النوم) التي يكون الطفل خلالها عُرضة للأذية نظراً لانقضاء دقائق عدة عليه ليبدي اهتداء واضحاً، وعادة ما ينسى الطفل محتوى الحلم الذي سبب الفزع.
تميل حالات الفزع الليلي للتراجع من تلقاء نفسها وقد يكون لها صلة بصراع نوعي ذي صفة تطورية أو بحادث رضي مرعب، ويقال إن نسبة حدوثه لدى الأطفال (2 ـ 5%) ويعتبر أكثر شيوعاً لدى الصبيان منه لدى البنات، كما لوحظ وجود طراز عائلي لتطور حالات الفزع الليلي، وقد يكون للمرض المترافق مع ارتفاع درجة الحرارة دور في حدوث نوب الذعر الليلي.
الكوابيس الليلية
تحدث في أعمار مختلفة ويمكن تمييزها بسهولة عن نوب الذعر الليلي فهنا يشاهد الطفل حلماً مزعجاً يتلو ذلك حالة صحو تام ويستطيع الطفل تذكر الحلم ويحدث ذلك في النصف الأخير من الليل ويبدو الطفل خائفاً بعد الصحو ويستجيب بشكل جيد للوالدين ولمحاولات إزالة الخوف وقد يجد الطفل صعوبة في العودة الى النوم وتزول أكثر حالات الكوابيس الليلية مع تقدم الطفل بالعمر.
المشي أثناء النوم
يحدث المشي أثناء النوم خلال المرحلة 3 أو 4 من النوم وذلك في (10 ـ 15%) من الأطفال بسن المدرسة وتختفي تلك الحالات العارضة مع بدء المراهقة بصورة طبيعية، ويغلب عليها أن تترافق مع بول الفراش الليلي وقصة عائلية للسير النومي.
وفيما يخص الحالات النفسية المرضية يعتبر السير النومي لدى الأطفال سليم المسار مقارنة مع مثيله لدى البالغين، لكن لا بد من نفي صرع الفص الصدغي عند حدوثه، المعالجة عادة داعمة، كالتأكيد على سلامة الطفل وأن الوالدين متفهمان للحالة على أنها مسألة وقت ليس إلا.
المعالجة
يعتبر دعم الوالدين، والتطمين والتشجيع أموراً بالغة الحيوية لتدبير اضطرابات النوم ومن الواجب، تجنب سورات الغضب والإجراءات ذات الصيغة العقابية، وعلى الوالدين تبني مواقف صارمة مفعمة بالهدوء والتفهم مع السعي لجعل وقت النوم منتظماً وبوقت مُعلن مع الإقلال ما أمكن من التغييرات في وقت النوم.
وعدم تشجيع الطفل على النوم في غرفتهما مع السماح للطفل المصاب بالذعر بالنوم في غرفة أحد أشقائه بصورة مؤقتة، ومن الأمور المطمئنة استخدام نور ليلي والسماح بترك باب الغرفة مفتوحاً.
ينبغي أن تكون الفترة السابقة للنوم مريحة وهادئة وخالية من البرامج التلفازية المنبهة، وتعتبر الوجبات الخفيفة والحمام الساخن واللحظات العابقة بالحنان من الوالدين، سُبلاً نحو نوم هانئ، ويميل بعض الأطفال للشعور بالنعاس إذا ما سمح لهم بقراءة كتاب محبب لديهم لدقائق قليلة بعد الاستقرار في السرير، وقد يفيد Diphenhydramine Benadrly كمركن لطيف.
ومن الأمور المهمة
تجنيب الطفل المصاب بنوب الذعر الليلي مشاهدة المشاجرات أو الحوادث العنيفة أو البرامج التلفزيونية المخيفة أو الحيوانات المخيفة قبل النوم وخلال النهار، وأما خلال نوبة الذعر الليلي فيجب على الوالدين التحلي بالصبر ومحاولة تهدئة الطفل مع الانتباه الى انه قد لا يدرك ما يقوم به من تصرفات خلال هذه النوبة.
أكثر الأطفال المصابين بالكوابيس الليلية يستجيبون لمحاولات التهدئة بعد أن يصحو من النوم بعكس نوب الذعر الليلي .ويجب تفهم القلق الكامن خلف الكوابيس المستمرة وتقديم الدعم اللازم للطفل سعياً وراء تدبيرها، كما تعالج حالات الفزع الليلي بالطريقة نفسها.
تم استخدام مركبات الـ Benzodiazepin ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة بسبب كبتها للمراحل 3 أو 4 للنوم دون وجود دراسات تثبت فائدتها بشكل ناجح في حالات الفزع الليلي. ولابد من التأكيد على أهمية الدراسات المخبرية للنوم والفحص السريري في تقييم اضطرابات النوم.