المشكلات السلوكية للكشافين

يتعامل القائد مع مجموعات مختلفة من الكشافين القادمين من بيئات مختلفة لذا فمن المتوقع أن يواجه بعض المشكلات نتيجة ما قد يبدر عن بعضهم من تصرفات خاطئة وقد يحاول بعض القادة أن يتخلص من الفتى المشاغب وإقصائه عن الفريق لمجرد أن يفشل من الوهلة الأولى في تطويع تصرفاته إلى الأحسن، ولكن هذا يتنافى مع أهداف الكشفية التي تهدف من خلال برامجها إلى مساعدة الفتى والارتقاء بمستواه فكريا وخلقيا لإعداده للحياة المقبلة، والحالة الوحدية التي يباح فيها إقصاء الفتى هي استنفاذ كافة الطرق والوسائل في سبيل تقويمه.
والمشكلات إما عبارة عن تصرفات خاطئة تؤدي إلى وقوع حوادث أو سلوكيات أخلاقية فردية أو جماعية خاطئة، وتنشأ المشكلات بصفة عامة عن:
- ضعف البرامج المقدمة وضعف القائمين على تنفيذها.
- عدم وضوح الهدف من البرنامج.
- عدم إشراك جميع الكشافين في الأنشطة بإيجابية وجلوس البعض منهم في مقاعد المتفرجين.
- عدم وضوح القواعد لما يجب وما لا يجب عمله.
- ضعف الانضباط في الفريق أو عدم وجوده أصلا.
- غياب القدوة (تناقض أفعال القادة مع أقوالهم.
- الفراغ.
- عدم التدريب الكافي للقائد ومعاونيه.
- عدم توقع الأحداث (فإذا كنت تقيم في مخيمك بالقرب من الماء مثلا فيجب أن تتوقع أن البعض سوف يذهب للسباحة، وإذا كنت بالقرب من أشجار فتوقع أن البعض سوف يستخدم البلطة في تقطيعها، لذا ينبغي اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع وقوع الحوادث.
- عامل الفتيان بالمساواة ودون تحيز أو محاباة حتى لا تولد الحقد في نفوسهم.
- تجنب التهديد فليس أسهل منه عند الغضب وليس أصعب من تحقيقه عقب الهدوء، واحذر التهديد بما لا تستطيع تنفيذه.
- لا تخشى إقصاء المشاغب أثناء التدريب ودعه يعلم أنك ترحب بعودته إذا ما أقلع عن ذلك ، واتصل بوالديه وابلغهما لماذا أقصيته.
- ليكن تأديبك وتأنيبك للفتى بينكما فقط على انفراد وليكن مدحك له علانية.
أمثلة لبعض المشكلات السلوكية الشائعة:
ليست هناك قاعدة ثابتة لمواجهة مشكلات التصرفات الفردية فهي عديدة ومتنوعة وتختلف باختلاف الظروف والملابسات وباختلاف البيئة، ولكن بصفة عامة عليك أولا أن تتفهم الدافع لهذا التصرف وأسبابه حتى يمكنك مواجهته للتخفيف من أثره واتخاذ الإجراءات التي تحول دون حدوثه ثانية.
الغش والتدليس:
يحدث الغش في الحالات التالية:
لعبة كشفية أو مسابقة: وهذا ينتج غالبا بسبب عدم وضوح قواعد وقوانين اللعبة أو بسبب عدم فهمها جيدا، ويكون الغش بهدف الفوز، ويمكن التغلب على هذه الظاهرة بإيضاح قوانين اللعبة بحيث يستوعبها الجميع وإيضاح أن الفوز ليس الهدف ولكن الهدف هو التعاون مع المتعة.
التقدم الكشفي: وهو نوع آخر من الغش يكون غالبا نتيجة إهمال عريف الطليعة الذي يجيز الفتى دون التأكد من قدرته على اجتياز المتطلبات كأن يقول " أنا أعلم أنه قادر على أن يفعل ذلك "، إلى غير ذلك ، والأمر يتطلب منك عدم إغفال هذا الأمر لما له من آثار مدمرة مستقبلا، فماذا تفعل؟
- ابحث عن جذور المشكلة للقضاء على أسبابها.
- افهم الفتى أن الغش يتنافى مع تعاليم الدين والخلاق ويعرض صاحبه للمتاعب.
السرقة:
التبليغ عن السرقة في الفريق قد يكون غير صحيح ، يهمل البعض في الحفاظ على حاجياته ويعبر عن افتقادها بالإبلاغ عن سرقتها، فإذا فقدت مطواة مثلا فهي قد سرقت (أنا تركتها هنا وهي الآن غير موجودة مكانها)، فماذا يفعل القائد؟
- أول خطوة في مثل هذه الحالات هي التأكد من أن الشيء المبلغ عنه مفقود فع ً لا وذلك بعد التفتيش الدقيق الذي يسفر غالبا عن العثور عليه.
- الخطوة الثانية هي التحري والتقصي: هل صاحب الشيء أعاره لأحد؟ هل استعار أحد الكشافين هذا الشيء دون إذن صاحبه؟ هل صاحب الشيء استعمله في مكان ما ثم تركه ناسيا؟
فإذا لم تجد تفسيرا يقنعك فماذا تفعل؟
- اسأل صاحب الشيء هل لديه فكرة عمن يكون قد أخذه، وإذا أمكنه تسمية الشخص فاسأله ما هو دليله على ذلك؟
- في حالة ثبوت التهمة على فرد فلتكن مناقشة الأمر بينك وبينه فقط، وعليك أن تعمل على مساعدته لمعالجة هذا السلوك المشين.
- يعاد الشيء لصاحبه بالطبع دون إبداء تفسير أو شرح.
- ابحث عن الدافع لهذا العمل لمعالجته وليكن الجزاء بالحرمان من أحد الامتيازات، ولكن حذار من التشهير.
الكذب:
حادثة الكذب وسببها أهم من الكذبة نفسها، والكذب له دوافع كثيرة فمنها:
الزهو والافتخار: فيدعي الفتى كذبا انتسابه لذي منصب كبير.
حماية زميل: فقد يكذب الفتى بقصد حماية زميل له على اعتقاد أن ذلك نوع من الوفاء والإخلاص.
إخفاء خطأ: قد يكذب الفتى لإخفاء خطأ ارتكبه ويخجل من كشفه إلى غير ذلك من الدوافع.
ماذا يفعل القائد؟
يجب التحري عن الدافع على الكذب ليتسنى معالجة الأمر من جذوره ، وعلى القائد أن يشرح للفتى ويقنعه بأن الكذب نقيصة وإن الكذاب شخص غير مرغوب فيه وغير موثوق به، شجعه على الصدق واخبره أن الصدق هو سبيل النجاة وإنه عنوان الشجاعة بعكس الكذب فهو عنوان الجبن.
التدخين:
يقدم الفتى على التدخين دون وعى مدفوعا بالتقليد للكبار ولإثبات رجولته، كلنا يعلم اليوم مدى خطورة التدخين على الصحة العامة إذ لم يعد ذلك خافيا على أحد إلى الدرجة التي أصبح مكتوبا على كل علبة سجائر تحذير من أخطاره، ومع ذلك نجد الكثير من الفتيان والشباب والكبار يدخنون، وهذه الظاهرة تشيع وتشتد وتقوى في الأوساط التي يشاهد فيها الفتى أباه وهو يدخن فيكون أسرع استجابة لدعوة التدخين من غيره، والفتى يبدأ التدخين عادة ليجارى زميلا له سواء كان بالفريق أو خارجه، وواجبك هنا كقائد أن تفعل ما تستطيع لإيقاف هذا التيار الجارف بكافة الطرق وشتى الوسائل:
- التوعية السليمة المدعمة بالبراهين والأدلة مستخدما الشرائح والأفلام التي توضح جسامة الأضرار الناجمة عن التدخين.
- أقلع عن التدخين أنت أولا إذا كنت من المدخنين ولا تسمح لمساعديك أو معاونيك أو الزائرين بالتدخين.
- بإشباع رغبات الفتيان في المغامرة ودمجهم في الأنشطة المشوقة بما لا يدع لديهم فرصة الفراغ والتفكير في شغله بمثل تلك الأعمال الضارة.
الإتلاف:
يتمتع الفتى بطاقة حركية عظيمة فهو شعلة من النشاط يجري ويقفز ويلهو فما لم يحسن استغلال هذه الطاقة وتوجيهها الوجهة السليمة تحولت إلى طاقة مدمرة تحطم الأثاث وزجاج النوافذ (داخل الجدران) وتقطع الأشجار وتؤذي الحيوانات والطيور وتفسد الطبيعة في الخلاء، الكشفية مليئة بالأنشطة الهادفة التي تشب رغبات الفتى في الحركة وفي نفس الوقت تستثمر طاقاته فيما يفيد، لا تدع للفراغ ثغرة يتسلل منها إلى برامجك في الاجتماعات والمخيمات فالفراغ هو المفسدة.
فضول الجنس:
الفضول وحب الاستطلاع بالنسبة لموضوع الجنس أمر طبيعي بالنسبة للفتيان فمع تقدم السن تزداد نزعة هذا الفضول، الأمر الطبيعي أن يتعرف الفتى على مثل هذه الأمور من والديه، وهذا ما تتوقعه أنت من الآباء ولكن الحقيقة أن البعض منهم لا يجيد أداء ذلك والبعض الآخر قد لا يخوض في هذا الموضوع إطلاقا وبذلك سوف تجد نفسك معرضا لأسئلة كثيرة حول هذا الموضوع، استمع جيدا إلى ما يقال فإذا شعرت أنه في استطاعتك الإجابة الصحيحة على تساؤلاتهم فلا تتردد وإلا فعليك إحالة الموضوع إلى من هو أقدر منك من الأخصائيين.
قد تعثر أحيانا على بعض المجلات والكتب مما يحوى صورا خليعة ومخلة بالآداب في المخيمات مع الفتيان فماذا تفعل؟
- تصرف بحكمة فلا تثور (أظهر غضبك بهدوء وتعقل.(
- صادر هذه المجلات وقم بإعدامها أمام مقتنيها.
- ناقش معهم الأمر في هدوء موضحا لهم مساوئ ما أقدموا عليه وآثاره السلبية.
نصائح عامة للقائد:
تذكر أن القيادة الناجحة تتطلب منك مراعاة ما يأتي:
- احرص على تنظيم البرامج والأنشطة التي تعمل على تعزيز الجانب الروحي وغرس القيم الحميدة والأخلاقيات الفاضلة وتحصين الكشافين ضد السلوكيات المعيبة.
- أعط الفرصة للكشافين في القيادة والتخطيط والتنفيذ.
- استخدم مجلس الشرف في حل المشكلات فهو أدرى وأقدر على ذلك منك، وليكن دورك إسداء المشورة.
- احرص على توطيد العلاقة التربوية بينك وبين تصرفاته على التمسك بالوعد والقانون.
- استخدم البرامج الناجحة التي تمكنك من غرس القيم وتنمية الاتجاهات السليمة ومحاربة الآفات السلوكية: مثل مشروع الشباب للشباب وأدواته ووسائله التطبيقية.
- ذكر الفتى دائما بأنه كشاف فهذا أدعى لأن يحرص في تصرفاته على التمسك بالوعد والقانون.
- راقب سلوك الفتيان في نادي الفرقة وخلال المخيمات والأنشطة الخارجية، وضع نظاما سلوكيا تربويا يلتزم به الجميع.
- ابذل جهدا في رصد واكتشاف العادات السيئة والسلوكيات الخاطئة ومعالجتها بالبرامج الملائمة.
- توقع المشكلات من خلال قراءة الظواهر والظروف المحيطة يمكنك من منع حدوثها حيث الوقاية خير من العلاج.
- استعن بذوي الخبرة من قادة الحركة أو خبراء التربية.
ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من المشكلات الأخرى التي يمكن أن تواجه القائد عند اضطلاعه بمسئولياته في قيادة الفريق كما توجد العديد من الأساليب التربوية الأخرى التي يمكن إتباعها لحل تلك المشكلات، عليه أن يبحث عن الحلول المثلى له التي تتناسب مع الفتية أعضاء فرقته وبيئتهم ومجتمعاتهم، وبما يتفق مع الأهداف التربوية للحركة الكشفية.