دور المرأة في المجتمع
بواسطة حنا كورية » 12 فبراير 2010 16:04
مما لا شك فيه ان للمرأة دورآ فعالآفي كل المجتمعات فهي تشكل نصفه وبالرغم من ان التقدم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي في القرن العشرين قد جعل من المرأة فاعلة في جميع الميادين فأخذت تسابق الرجل وتشاركه في جميع الاعمال خارج البيت فنحن نراها اليوم تقف مع اخيها الرجل في المصنع والمعمل وفي المختبرات والمستشفيات وتقود الطائرة وحتى انها تغزو الفضاء الا انها مع ذلك كله ما زالت تسير خلف الرجل لا الى جانبه وما زالت تعاني الامرين بين واجباتها كأم وزوجة داخل البيت وكعاملة ومربية خارج البيت
والمرأة لها مشاكلها الخاصة دون الرجل سواء كانت في الشرق او في الغرب وان مشاكل المرأة ناتجة عن كونها تشغل اكثر من دور واحد في آن واحد بعكس الرجل المركز على العمل خارج البيت فقط فالمرأة العصرية العاملة تكون دائمة الانشغال لتوفق بين الدورين في البيت والعمل فتكون المرأة غير كفوءة في العمل اكثر الاحيان وذلك لكونها مشغولة الفكر بالواجبات والمتطلبات اليومية وهذا ما يجعلها غير كفوءة في العمل اكثر الاحيان وقليلة التركيز والمثابرة في الانتاج
وكثيرآ ما تردد المرأة كلمات كالمساواة وحقوق المرأة وتشكل الاتحادات والجمعيات لهذا الغرض وبرغم هذا ونع الاسف الشديد فأن هذه المشكلة نادرآ ما تعالج بصورة موضوعية من قبل الؤازرين او المناؤين وكثيرآ ما يناقض المتحمسون لحقوق المرأة ومساواتها بالرجل انفسهم ولا يطبقون في حياتهم العملية ما يتشدقون به نظريآ
ومن جهة اخرى نجد المتعصبين من فئة المناؤين ينظرون اليها كجزء من الاقتناءات الشخصية وتباع وتشترى بحسب الاهواء فهي ليست الا ماكينة تفقيس للاطفال ووسيلة لاشباع رغبات الرجل وغرائزه
وقد تتداخل الامور في راس المرأة ولا تستطيع تكوين رأيها المستقل بحيث تقتنع بأنها جزء لا يتجزاء من المجتمع ومن المفروض ان يفسح المجتمع امامها مجالآ رحبآ لتكافؤ الفرص مع الاخذ بعين الاعتبار اوضاعها الخاصة بها وهنا ليس معنى المساواة ان تحاكي المرأة الرجل في ملبسه وتصرفاته ولا ان تتكتل ضده لان المرأة ليست عدو الرجل ونواقض المجتمع وعاهاته تنعكس على المرأة والرجل على السواء ولكن المرأة تصاب بالغبن اكثر من الرجل لان الخالق وهبها والطبيعة كرست لها دورآ أضافيآ بالغ الاهمية وواجبآ مقدسآ الا وهو نعمة الحمل والولادة والرضاعة فبدلآ من ان يرفع هذا الدور الجليل من شأنها ويجعلها سيدة نفسها امست بالعكس ضحية لهذا الدور بالذات وقد سادها الرجل فأضحت تابعة له لانها لم تستطع ان توقف جهودها للعمل خارج البيت
ولو تحرينا واقع المرأة في المجتمعات القديمة لوجدناها تقوم وتضطلع بجميع شؤون الاسرة وكان لها الحق في اختيار الرجل او تركه متى شاءت حيث كانت في تلك الفترة تسود الرجل ومع تقدم الزراعة وتطور وسائل الانتاج برزت مجتمعات زراعية وصناعية بدائية لم تتمكن المرأة من ان تواكب الرجل في تنمية مواهبها لانشغالها خارج البيت واصبح الرجل مسؤولآ عن تحصيل القوت للعائلة بينما بقيت المرأة داخل البيت على المستوى نفسه كما كانت عليه سابقآ فبذلك امست تابعة للرجل اقتصاديآ ومن ثم اجتماعيآ وهنا برز مجتمع الرجال واصبح هو السيد المطاع والمرأة آمة تابعة له ولا يحسب لها حساب
ولما جرى تقسيم العمل بين المرأة والرجل وبصورة عفوية تحولت الأم الى مسؤلة عن الاطفال وشؤون البيت بينما خرج الرجل الى محيط اوسع وتولدت لديه امكانات وفرص للتعلم والتطور بينما اصبحت المرأة قابعة في محيط البيت الضيق تمتهن الواجبات الكثيرة الملقاة على عاتقها كالحمل والولادة والرضاعة والتربية الامر الذي عاقها عن تنمية مواهبها وقابلياتها واظهار كفائتها للمجتمع
نرى المرأة في الريف تشارك الرجل كتفآ لكتف في جميع اعمال الزراعة والحصاد وجني الثمار ومع هذا تبقى غير متحررة اقتصاديآ في الريف ولا يحسب لها حساب في شؤون الميراث ولا يفسح لها المجال في اختيار شريك حياتها بل وحتى ليس لها رأي في شؤون زواجها وعليها واجبات كثيرة وليست لها حقوق
ويختلف وضع المرأة في المدينة فأن تعلمها واتساع مجال العمل امامها يضعها امام مشاكل كثيرة فالمرأة العاملة فهي تتاخر عن الرجل في اشغال مواهبها وقابلياتها واحيانآ تكون مؤهلاتها عالة عليها هي في صراع دائم مع نفسها وزوجها واسرتها وبقية اعضائها من ناحية اتمام دورها الازلي وارضاء عائلتها بانها ربة بيت ممتازة من جهة ومع مسؤلي العمل في الدوائر والمؤسسات لانها لا تستطيع التفرغ الكامل لعملها من جهة وان تفرغت يكون ذلك على حساب حياتها العائلية وشبابها وانوثتها لان المتطلبات الاجتماعية حولها هي هي ومتطلبات الاسرة لم تتغير فلا الزوج ولا الاولاد يستغنون عن الوجبات الدسمة ولا يكفون عن المطالبة بتوفير وسائل الراحة من تنظيف وترتيب المنزل ولا يساعدونها في ذلك على الاقل ولا المؤسسات والدوائر تهتم باعداد وتوفير بعض الوسائل الضرورية لاحتياجات المرأة فواجبات المرأة العاملة ومتطلبات اسرتها هي نفس واجبات ربة المنزل ومتطلبات اسرتها لذلك تتاخر المرأة العاملة في اكثر الاحيان في مجال عملها ولا تواكب الرجل في تطوره
ان المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التب تعاني منها المرأة هي مشاكل عامة يحتمها تكوين المجتمع وتعاني منها المرأة والرجل على السواء ولكن بما ان على المرأة عبء الانجاب والرضاعة وغيرها وما يليها من تغيرات فيزولوجية وسايكو لوجية فان المجتمع قد ظلمهانتيجة لدورها هذا وقيدها بمفاهيم ومعتقدات تبعآ لذلك وامست كبش فداء لمفاهيم وقوانين وشرائع لا اساس لها من الصحة
فكون المرأة أمآ وزوجة واختآ وحبيبة لا يضعها في موقف القوة كما هو المفروض ان يكون بل انها اصبحت مركزآ للاستغلال والاضطهاد من جانب المجتمع بصورة عامة ومن الرجل بصورة خاصة
ان المنطق يدعونا الى ان نبحث عن المشاكل الاساسية من اقتصادية واجتماعية وثقافية وصحية يعاني منها الرجل والمرأة على السواء فالمرأة ليست عدوة الرجل كي تتكتل ضده ولا الرجل عدو المرأة كي يطالب الاتحادات والجمعيات بالرفق بها على غرار جمعيات الرفق بالحيوان