التديّن هو الإلتزام بالدين , و المتديّن هو ذلك الشخص الذي يلتزم بأحكام الدين .
فكل من يفعل الواجبات الشرعية و يترك المحرّمات هو متديّن .
الكثير منا يعتقد أن المتدين هو ذلك الشخص الذي بيده مسبحة و يذهب المسجد و الحسينية . و الواقع أن هذه الأمور جيدة و لكن التديّن أبعد من هذه النظرة و هذا التعريف و هذا الظاهر ..
و على الطرف المقابل من هذه الفئة نجد من يقول بأن التديّن باطن و ليس ظاهر و لذلك يتهاون في الكثير من الواجبات بحجة أنها ليست مهمة ما دام قلبه نظيفاً !!!!!!
بل لقد رأيت من يترك الصلاة بحجة أن المهم هو أخلاق الإنسان و معاملته للآخرين ؟؟؟؟!!!!
و قد يتذرع هذا الشخص بأنه ما الفائدة من الصلاة إذا كان الإنسان مؤذياً للمسلمين ؟؟
الحق أن الإسلام يهتم بباطن الإنسان و ظاهره ... الباطن و الظاهر مهمان ..
الباطن يؤثر في ظاهر الإنسان و يتأثر منه .. و ظاهر الإنسان يؤثر في باطنه و يتأثر منه ..
و لذلك نلاحظ أن الدين حثّ على النظافة و على لبس الثياب الجميلة و على تقليم الأظافر و قص الشعر ... الخ فهذه شواهد على اهتمام الإسلام بالظاهر ... و كما قلنا أن هذه الظواهر تؤثر في البواطن و تتأثر منها ...
لا شك أن الثياب النظيفة تؤثر في توجه الإنسان في الصلاة و في خشوعه و خضوعه .. لا شك أن لبس الثياب السوداء في عاشوراء يوجد حالة من الحزن و استشعار المصيبة ....
كذلك إذا كان الإنسان مفجوعاً تراه بشكل عفوي يتجه نحو اللباس الأسود تعبيراً عن حزنه ..
فمن الخطأ أن نتجاهل الظواهر بحجة أن الأصل هي البواطن ..
كما أنه من الخطأ أن نتجاهل البواطن بحجة أن الأصل هي ما نظهره للآخرين من معاملة و أخلاق .....
كلما طبّق الإنسان التعاليم الإسلامية أكثر كلما اقترب من الله تعالى أكثر ...
كثيراً ما نرى أشخاصاً يديرون السبحة في أيديهم و لا يتركون المسجد و لكنهم واقعاً لا يتركون الغيبة و أذية الناس و يفعلون الفواحش في الخفية ... و هؤلاء واقعاً ليسوا متدينين بالمعنى الصحيح للتدين ...
صحيح أن السبحة و حضور المسجد و صلاة الجماعة أمور ضرورية و لكن للأسف الكثير من الناس يتخذ ذلك غطاءً للمعاصي و المصائب المتلتلة التي يفعلها ...
و للأسف الشديد فالكثير من المجتمع ينظر إلى التدين و الإلتزام عبر هؤلاء بل و يحمّل الدين كل سيئات و أخطاء هؤلاء ....
فما هو اذا التدين ومن هو المتدين ؟؟؟؟؟؟؟