حركة القسام والإضراب العام
نشأ في فلسطين تنظيم سري مسلح في عزلة عن القيادة القومية التقليدية بعد أن كفر بأساليبها، وقد عمل التنظيم بين العمال والفلاحين، وقد اصطدمت مجموعة مسلحة بقيادة عز الدين القسام مع قوة بريطانية في 11 تشرين أول سنة 1935م، وقد قتلت القوة البريطانية أربعة من المجموعة على رأسهم قائد المجموعة عز الدين القسام، وقد اتسمت أهداف هذه الحركة بالوضوح؛ فقد اعتبرت أن بريطانيا هي العدو الجوهري وبذلك خلت من الملامح الرجعية التي كانت تخلط بين الصهيونية واليهود.
وقد وقع حادث سطو عادي على طريق نابلس – طولكرم قتل فيه يهوديان في 15 أبريل سنة 1936م، فقام اليهود بقتل عاملين عربيين في كوخ على طريق بيتح تكفه – كفار سابا قي 16/4/1936م، وبحلول يوم الأحد 19/4/1936م أضربت يافا إضرابا عفويا نجم عن الاحتكاك والتوتر في المنطقة المشتركة بين يافا وتل أبيب، وقد تحول الإضراب العفوي إلى إضراب واع شمل عمال الميناء في اليوم التالي، وقد أعلنت قيادة الأحزاب القومية الإضراب العالم في جميع أنحاء البلاد، وتشكلت على الأثر في 25/4/1936م الهيئة العربية العليا برئاسة الحاج أمين الحسيني، وكان عوني عبد الهادي أمينا لسر هذه الهيئة وعضوية سائر قادة الأحزاب، وقد تطابقت شعارات الهيئة مع شعارات الحركة القومية، واتسع الإضراب ليشمل المحامين والأطباء، وقام الشعراء بدور بارز في التعبئة الثورية الواعية، فقد نسفت القوات العربية المسلحة 48 جسرا، وقطعت أسلاك التليفون والكهرباء 300 مرة، وعطلت القطارات 22 مرة، ونسفت خطوط السكة الحديد 120 مرة.