الخجل عند الرجال اخلاق ام ........؟؟

سؤال مهم طرحه القائد أنيس ويبدو لي أن هناك لبسا في الموضوع فهل المقصود بالخجل في السؤال الحياء؟ ولذلك لا بدّ أن نوضح هنا الفرق بين الخجل والحياء، فإذا فهمنا الخيط الفاصل بين المسميين أمكننا أن نجيب عن السؤال.
جاء في تفسير الكلمة حيي حياء احتشم، استحيا منه انقبض عنه وامتنع منه، والحياء انقباض النفس من الشيء وتركه خوفا من اللوم، وجاء في تفسير الخجل: خجل خجلا اضطرب من الحياء، نلاحظ إذن أن هناك تداخلا بين التعريفين إذ يبدوان كشيء واحد
وقد عرف البعض الحياء بأنه: الكف عن كل ما يستخفه العقل ويهجهُ الذوق واستنكار كل ما لا يرضى به الخالق والمخلوق وهو خٌلق شريف يمنع المرء فعل المحرمات وإتيان المنكرات ويصونهُ عن الوقوع في الأوزار والآثام.
وأما الخجل فهو سلوك نفسي يصدر من شخص يشعر أنه أخطأ وتسبب خطأه في وقوع ضرر له أو للآخرين ووضعه في موقف محرج وهو شعور بالضيق أو الكبت قد يعوق الشخص عن تحقيق أهدافه.
ولذلك نجيب عن السؤال بما يلي:
أولا: الحياء صفة تسبق القيام بعمل ما، بل وتمنع من إتيانه إذا كان مشينا، والخجل يأتي بعد القيام بهذا العمل وفيه نوع من الشعور بالذنب والندم الذي قد يمنع من ملاقاة الناس بعد ذلك.
فهل الحياء صفة خاصة بالنساء فقط؟؟
الجواب لا فالحياء صفة من صفات الأنبياء والمرسلين وقد وصِفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحياء فقالوا أنه كان أشد حياء من العذراء في خدرها.
وقد بين لنا عليه الصلاة والسلام أن الحياء من الإيمان فقال: ( الإيمان بضعٌ وستون شعبة والحياء شعبةٌ من الإيمان ) كما بين لنا أن خُلق الحياء من أعظم الأخلاق التي يجب أن يتميز بها المسلم والمسلمة فقال عليه الصلاة والسلام ( الحياء لا يأتي إلا بخير)
وذكر لنا القرآن قصة ابنة سيدنا شعيب التي جاءت إلى سيدنا موسى عليه السلام تمشي في عفة ووقار واحتشام فقال سبحانه وتعالى: َ(جَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ)
ولم يكن سيدنا موسى أقل منها حياء وعفة دل على ذلك طلبه منها أن تسير خلفه وان تقذف لهُ بالحصى عسى أن تدله على الطريق، فلم يرفع عينيه لينظر إليها حياء، ولو افترضنا أنه نظر إليها ـ وهذا ليس من خلق الأنبياء ـ لأحس بالخجل عند ملاقاة والدها.
هل يمكن أن يكون الرجل أكثر حياء من المرأة؟ وهل هذا أمر عادي أقول نعم ولا ضير في ذلك لأنه إنما يدلّ على حسن الخلق والتربية وهو أمر محمود وقد قال العلماء :الحياء في الرجل يدلُ على كرمهِ وأخلاقهِ والحياء بالمرأة يدلُ على عفتها والحياء بالولد يدلُ على ذكائهِ وأدبه وفي التشديد على الحياء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) لأن الإنسان إذا فقد الحياء صار من غير وازع يردعه فقال بعضهم: إذا ذهب الحياء نزل البلاء.