كيف نتعرف على الظواهر والمشكلات:
ومن هذا فالتعرف على الظواهر يجب أن يتم عن طريق دراسة شاملة لجميع المؤثرات والدوافع الفردية والاجتماعية المرتبطة بالظاهرة وكذلك جميع الخبرات المكتسبة والوسائل والنظم المخططة لضبط والسيطرة على السلوك المرتبط بالظاهرة.وعلى سبيل المثال التسرب التعليمي قد يكون تلك الظاهرة ناتجة من الحالة الاقتصادية أو بفعل الحالة الثقافية أو الأحوال المجتمعية...، وبالطبع علم الإحصاء والدراسات الاجتماعية قادر على إعطاء معدلات وأماكن وجود الظاهرة في المجتمع...وأيا كانت المثيرات والدوافع والدلائل الإحصائية يجب أن ننظر للظاهرة من منظور ارتباطها بالمجتمع عامة....فالظاهرة مرتبطة ارتباطا وثيقا بعنصر من عناصر المنهج الاجتماعي وهو الدور الاجتماعي الذي تسعي جميع المجتمعات لتأهيل أفرادها لممارسته بنجاح لتحقيق أمال المجتمع....وعندما يفشل هذا الدور كحالة فردية يعتبر انحرافا عن توقع المجتمع وأهدافه وعندما تتعدد الحالات تصبح مرضا سلوكيا وعندما تتعدد وتتكرر تعتبر ظاهرة اجتماعية.
لنأخذ مثلا مشكلة الطلاق في المجتمع السعودي وقد أوضحت الدراسات الإحصائية أن الظاهرة تزداد كلما ارتفعت الحالة الاقتصادية وهي أكثر انتشارا في العاصمة والمدن الكبرى، وأن من أهم أسبابها اختلاف الطباع وتفاوت التعليم بين الزوجين واختلاف الرغبات والتوجهات وانحراف الزوج في الغالب الزوجين وعدم التوافق في العلاقة الخاصة وبخل الزوج وصعوبة الإقامة مع الوالدين وتدخل الآخرين بين الزوجين بالإضافة إلى أسباب أخرى..كل هذه المعطيات ليست إلا محددات لوضع خطة لتقويم الظاهرة وعلاجها.
كيف يتم العلاج؟؟
طالما نحن بصدد ظاهرة مرتبطة بالسلوك الاجتماعي أو الفردي يجب أن نضع في اعتبارنا أن السلوك ما هو إلا حركة تعبيرية تصدر من الفرد كاستجابة لمثير ما وتتحكم فيها مجموعة من الخبرات المكتسبة أو هي رد فعل لفعل معين وفقا لخبرات الفرد المرتبطة بالفعل، كما أن رد الفعل السلوكي أو الاستجابة السلوكية تتفق مع قوة الخبرة المرتبطة بالموقف والمحركة للدافعية وبالعودة للسلوك المرفوض وهو الطلاق يجب أن ننظر له على انه رد فعل أو استجابة لمثير ما وفق لخبرة سلوكية تحكمت في توجيه الدافعية لاتخاذ قرار هذا السلوك..ومن هنا نلاحظ أن جميع حالات الطلاق لابد أن تشترك في تلك الخبرات المكتسبة والمحركة للدافعية لاتخاذ هذا القرار ويكون السؤال الأهم والفاصل هو: أين ومتى اكتسب الفرد تلك الخبرة القوية القادرة عل اتخاذ هذا القرار؟
وبالبحث ربما نجد بعض الإجابات المحددة مثل من خبرات الآخرين المسموعة في الحالات المشابهة أو من الاجتهاد الشخصي...