قصيدة (( هِيَ ))
للشاعر إيليا أبو ماضي
أروى لكم عن شاعرٍ ساحرِ حكايةً يُحمد راويها
قال: دعا أصحابَهُ سيّدٌ في ليلة رقّت حواشيها
فانتظمت في قصره عصبةٌ كريمةٌ لا واغلٌ فيها
من نبلاء الشعب ساداتها وخيرة الغِيد غوانيها
حتى إذا ما جلسوا كلهم وطاف بالأكواب ساقيها
قام أميرُ القصر في كفّــهِ كأسٌ أعارتهُ معانيها
وقال: يا صحبُ على ذكركم املأها حبـّــاً وأحسوها
وذكر ِ مَـن قلبــيَ عبـدٌ لها ومهجتي إحدى جواريها
حبيبتي ( لمياء) سمّيتها ولم أكن قبلاً أُسميها
فشربوا كلهمُ سرّها وهتفوا كلهمُ تيها
فأجزل الشكرَ لأصحابهِ الشكرُ للنعمةِ يُبقيها
وصاح بالساقي : علينا بها فطاف بالأكواب ساقيها
وقال للاضياف : سمعاً! فلي كلمةٌ ، ألعدلُ يمليها
ما أنا وحدي الصبّ فيكم ولا كلّ العذارى من أناجيها
فكلُ نفسٍ مثل نفسي لها في هذه الدنيا أمانيها
وكلّ قلبٍ مثل قلبي له حسناء ترجوهُ ويرجوها
يا صحبُ من كانت به صبوةٌ يعلنها الآن ويبديها
فنهضوا ثانيةً كلّــهم ورفعوا الكاسات تنويها
كلهمُ يشربُ سرّ التي يهوى من الغيدِ ويطريها
* * * *
وكان في الشَربِ فتى باسلٌ طلعتهُ تسحرُ رائيها
شارك في أول أقداحهم ولم يشاكهم بثانيها
وأنت ؟ قال الصحب واستضحكوا هل لك حسناء نحيّـيـها ؟
قال أجل : اشرب سر التي بالروح تفديني وأفديها
صورتها في القلب مطبوعةٌ لاشيء حتى الموت يمحوها
لا تترضّاني رياءً ولا تلثمني كذباً وتمويهاً
يضيعُ مالي ويزول الصبى وحبّـها باقِ وحبيّـها
قد وهبتني روحها كلها ولم تخف أني اضحّيها
سرّ التي لا غادة بينكم مهما سمت في الحبّ تحكيها
فأجفلوا منهُ كمن حيّةٍ نهّاشة قد عزّ راقيها
وقالت الغادات : أفٍ له قد شوّه المجلس تشويها
لو ظل فيما بيننا صامتاً لم تسمع الآذان مكروها
وقلقل الفتيانُ أسيافهم فأوشكت تبدو حواشيها
وتعتع الشادي بألحانهِ وماجتِ الدارُ بمن فيها
وقال قومٌ : خيـَلتهُ الطلا ! وقال قومٌ: صار معتوها !
فصاح ربّ الدار : يا سيدي وصفتَها ، لِمَ لا تسمّيه
أتخجل باسم من تهوى ؟
أحسناءٌ بغيرِ اسم ؟
فاطرقَ غير مكترثٍ
وتمتمَ خاشعاً......أمّـي !؟
ممآ رـآق لي ..}~