رحمة الله وسعت كل شيء
اقترنت الرحمةبالعذاب في عديد الآيات لكن الرحمة سبقت النقمةبل احتوتها في جل المواضع.فقدحفل القرآن بالرحمنـ الرحيمـ العفو الغفور............اما القهار الجبارفقد وردت نتيجة لتجاوز الحدود في الظلم والقاسطين.وحين تستعرض رحمة ربيحتى ابليس يطمع فيها لآنها وسعت كل شيء. وهذه قصةتتجلى فيها رحمة ربي في أسمى معانيها.
روي أن رجلا عمر طويلا لكنه لم يفعل حسنة واحدة في حياته ، ولما مات جيء به وبجبال سوداء من ذنوبه، سأله الله: أهذه كلها ذنوبك؟ أجاب : نعم .سأل الملائكة .أين حسناته؟ قالوا: ماعلمنا له حسنة واحدة يارب.سأل الله الرجل الوجل المضطرب .هل ظلمك هؤلاء أو افتروا عليك ؟ أجاب :حاش لله أن يفعلوا ذلك.قال له ربه: وماذا تنتظر مني وقد عصيتني؟ أجابه :لا أستحق سوى نارك.قالها الرجل مطأطئ الرأس......... وضعت سيآته في الميزان فما أكثرها وما أشد هوله .أخرج الرحمن الرحيم وريقة من عنده ، أعطاها الملائكة أمرهم بوضعها في الكفة الثانبة وما كادت توضع حتى تطايرت كل السيئات.تعجب الملائكة من ذلك .سألوا ربهم : ما هذه يارب ؟ فال افتحوها. فتحوها فاذا مكتوب عليها : لااله الا الله
قال الله : لقد قالها مرة مخلصا من قلبه فلا يثقل مع اسمي شي ء.ما أعظم هذه الكلمة في الميزان وما أخفها على اللسان. من قالها مرة مخلصا من قلبه دخل الجنة. من ذكرها مرة هدمت له اربعة آلاف ذنب من الكبائر. انها التجارة الرابحة التي لاتبور أبدا ولاتعرف الخسارة لها طريقا. هذا فضل الله بسطه للراغب فيه فهل يرغب عاقل عنه ؟
أيها المسرف على نفسك اسع الى التوبة فبابها لايغلق حتى تطلع الشمس من مغربها
أبو شوقي