السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على كثير من المشاركات الخاصة بعلاقة الرجل والمرأة ولن أتطرق إلى عناوين المشاركات فقط سأكتفي بسرد رؤيتي الخاصة بهذا الموضوع وأعلم بأن هناك من سيشاركني الرأي وهناك من سيختلف معي في الرأي لذلك أرجو ممن يجد لديه إضافة قَيِّمَة للموضوع أن لا يبخل علينا بإبداء رأيه.
كتمهيد للموضوع أعتقد أن ما يتبادر إلى أذهانكم من عنوان المشاركة "الصراع الوهمي بين الرجل والمرأة" هو الصراع بين الزوج وزوجته, وهذا حال الغالبية العظمى منا وهنا تكمن المشكلة لأننا قمنا باختزال العلاقة في هذا النموذج فقط بالرغم من أنه توجد علاقات أخرى بين الرجل والمرأة على سبيل المثال هناك علاقة الرجل بأمه وعلاقة الرجل بابنته وعلاقة الرجل بأخته وهذه أقرب الدوائر بالنسبة للرجل وهي ذات أهمية كبرى في تكوين الأسرة بمفهومها الواسع وهنا يبدأ وجود الوهم حول الصراع بين الرجل وزوجته "وهم التخصيص".
من له حق إدارة الأسرة؟ منشأ هذا الوهم هو نظرتنا الغير مسئولة والأنانية إلى الزواج الذي هو في الواقع مؤسسة اجتماعية يباركها الإسلام, ولكن كل من الرجل والمرأة يتربص بالآخر ويخطط حتى تكون له السيطرة المطلقة وحده على إدارة هذه المؤسسة غير واعيين أنه حتى في المنشآت الاقتصادية يوجد أكثر من مدير متخصص لإدارة معينة وهنا ينشأ وهم آخر وهو "الإدارة المطلقة" بالرغم من أن لكل من الرجل والمرأة مقوماته ومواهبه الخاصة للقيام بدوره في الحفاظ على كيان الأسرة.
وهم آخر يتعلق بالنظرة الدونية للمرأة وأنا أأسف لهذا اللفظ ولكن تأثيره واضح جدا في مجتمعاتنا الشرقية حيث المرأة دائما تأتي في المرتبة الثانية للقيام بأدوار ثانوية وغير محورية في رأينا ومنشأ هذه النظرة هو هل المرأة مساوية للرجل؟ وحتى وقت ليس ببعيد في أوربا كانت هذه النظرة سائدة والأدهى من ذلك اعتبارهم بأن المرأة مخلوق أقل في درجته من درجة البشر.
فعلى سبيل المثال نجد أن الأضواء مسلطة دائما على دور الرجل العظيم في تكوين الأسرة وتأتي المرأة في المرتبة الثانية.
وبالنسبة لوقوع أحدهم في الخطأ نجد أن المرأة تلام أكثر من الرجل وقد نجد مبررات كافية للرجل كأن نقول "طيش شباب" في حال وقوعه في المعصية لكن لا نجد من يدافع عن المرأة في هذا الأمر كونها إنسانة قابلة للوقوع في المعصية هي الأخرى.
وأنا لا أبرر المعصية لكن أقول أن تكاليف الإسلام جاءت متساوية لكلاهما وكذا العقاب ولنتأمل قول المولى عز وجل " إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" (الأحزاب – 35) " مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ" (غافر-40) وفي العقاب " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ" (النور – 2)
لكن لو نظرنا إلى علاقة الرجل بالمرأة كعلاقة إنسان بإنسان سوف نرتاح كثيرا وستتضح لنا أمورا كثيرة نجهلها في ظل التمييز بين مفهوم الرجل والمرأة.
وهنا يتضح لنا وهم آخر وهو:"التمييز".
وللخروج من هذه الأوهام يجب أن نحتكم دائما إلى شريعة الله وأن تكون هي الأساس لكل أفعالنا وأن يرافقها في نفس الوقت المنطق السليم والأخذ بآراء الفقهاء في هذه المسائل.
وأيضا يجب أن تمتلئ قلوبنا بالرحمة فالرحمة هي أساس كل محبة وهي تجنبك دائما أن تقع في مواطن الظلم "الرحماء يرحمهم الله".
التعقل في الردود فكم من النساء بسبب ما سبق أن قلناه تأتي ردود أفعالهم مخالفة لتعاليم الإسلام في إذا تكلم الرجال عن التعدد تجد أكثرهم يقولون وبلا مبالاة نحن لا نؤمن بالتعدد وهو قول خطير جدا في مجال العقيدة لذلك أدعو الله أن يلهما رشدنا والصواب في أقوالنا وأفعالنا والصبر لما ابتلانا الله به في قوله عز وجل " وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا" (الفرقان-20) وهو استفهام من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين به "أتصبرون؟" ويجب أن نقول سمعنا وأطعنا نعم نصبر يا ربنا وإلهنا ومولانا ونسألك المدد والمعونة حتى نكون من عبادك المؤمنين المخلصين.
ولكم مني خالص التحية ,,,