وعد بلفور
انقسم اليهود على أنفسهم في بداية الحرب العالمية الأولى، وكادت آمالهم في استيطان فلسطين تتبدد، فقد انقسم اليهود إلى قوميات، وتوزع ولاء اليهود بين الكتلتين المتحاربتين، بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية من جهة، وألمانيا والنمسا والمجر وتركيا من جهة أخرى، وذلك إضافة إلى الانقسام الطبقي بين اليهود في البلدان التي يقيمون فيها، وقد كان بن غوريون وإسحاق بن زفي من مؤيدي التعاون مع تركيا.
الصراع الأنجلو – فرنسي داخل الحلف
أدى الصراع الدائر بين بريطانيا وفرنسا إلى مفاوضات انتهت بتوقيع اتفاق سايكس - بيكو سنة 1916م، وقد تحددت حصة روسيا القيصرية بالقسطنطينية( اسطنبول) مع عدد من الأميال إلى الداخل على ضفتي البوسفور، وقطعة كبيرة من شرق الأناضول تضم الولايات الأربعة على الحدود التركية الروسية، وتحددت حصة فرنسا في معظم سوريا الطبيعية، مع جزء كبير من جنوب الأناضول ومنطقة الموصل في العراق، أما حصة بريطانيا فقد امتدت من طرف سوريا الجنوبية ( المقصود فلسطين وشرق الأردن) حتى العراق بحيث تضم بغداد والبصرة وجميع البلاد الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية.
وبعد انتهاء الحرب تقدم هربرت صموئيل بمشروع يقوم على ضم فلسطين إلى الإمبراطورية البريطانية وزرع ثلاثة أو أربعة ملايين يهودي فيها لخدمة مصالح بريطانيا.
دخول العامل الصهيوني الميدان
يروى أن لويد جورج سأل وايزمن الذي اكتشف الأسيتون الصناعي بم يكافئه، فقال له: اصنع شيئا لشعبي، وهناك تبرير آخر لصدور وعد بلفور هو أن بلفور زعم أن اليهود تعرضوا للطغيان في أوروبا ولذلك كان الوعد تكفيرا عن الجرائم التي ارتكبتها أوروبة بحقهم، وقد الاعتقاد قبل 1917م بأن تأييد بريطانيا علنا للصهيونية يبعد اليهود الروس عن الحزب البلشفي، كما أبرز لويد جورج طلب ألمانيا من تركيا أن تلبي مطالب الصهيونيين، وأن ألمانيا كانت تبذل جهودها للاستيلاء على الحركة الصهيونية، والحقيقة أن قادة الصهيونية في بريطانيا استنجدوا بالحكومة الأمريكية للضغط على بريطانيا لتصدر تصريح بلفور، ولكن العامل المقرر في النهاية هو مصلحة بريطانيا.