محمد شوقي الكِِِشــــاف الذهـــــــبي
عدد المساهمات : 796 تاريخ التسجيل : 28/12/2009 العمر : 37 الموقع : http://ayoub2008.yoo7.com/forum.htm . :
| موضوع: الاسلام والحياة الأربعاء أبريل 07, 2010 10:23 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الاسلام والحياه
لم تعرف الحياة قيمتها الحقيقية إلا في ظلال الاسلام فالوقت أصبح مسئولية تحمل بين جنباتها فرائض وواجبات ومتطلبات حياة فكل التكاليف الشرعية تتطلب زمانا تؤدي فيه وتستلزم فرضية أداء الواجبات والالتزامات فيه فالصلاة لها وقتها الموسع والمضيق وكذا الصيام والزكاة والحج وسائر العبادات وهي بذاتها تجعل للوقت قيمة وللحياة معني والوقت يتجدد لحظة تلو أخري والعمر يمضي وتجديد الحياة ضرورة في الاسلام لتحقيق الهدف المنشود منها ديانة وتعميرا, عبادة ومعاملة
فالإسلام دنيا ودين وحياة متجددة بالأمل المقرون بالعمل المتواصل لبعث الحياة في الوقت وإثراء الوجود بالتجديد للحياة بصورة مستمرة لأن الزمن لا يتوقف والحياة قصيرة وان طالت.
الإسلام يحمي الحياة: لقد رسخ الاسلام احترام الحياة الانسانية وشرع الأحكام الرادعة لكل من يعتدي عليها فالقاتل للنفس التي حرم الله إلا بالحق يقتل بل قتله حياة لغيره مصداقا لقوله تعالي: من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ويقول أيضا: النفس بالنفس فبذلك قام بحماية الحياة من العدوان الظالم عليها بالقتل بل وبما دونه فالنفس مصونة ذاتا ومعني فلا ينبغي الاعتداء عليها بالقذف أو السب أو الاهانة لأنها نفس مكرمة من الله تعالي قال عز وجل: ولقد كرمنا بني آدم فالانسان دمه مصون وعرضه وماله وعقله بغض النظر عن عقيدته أو ديانته, قال تعالي: لا إكراه في الدين ولم يقم الاسلام بحماية النفس البشرية من عدوان غيرها عليها فحسب بل من عدوان صاحبها عليها فقد حرم الانتحار فقال تعالي: ولا تقتلوا أنفسكم بل حظر مجرد المخاطرة بالحياة فقال سبحانه: ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة وشدد الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الجانب وبين أن من يقتل نفسه بحديدة سيخلد في النار ويظل علي هذا الحال وكذا من يقذف بنفسه من جبل فسيظل يتردي في نار جهنم علي حالته التي قام بها وهكذا.. تبغيضا في التخلص من النفس لأنها ملك لخالقها لذلك هي مصونة ومحفوظة بأقصي صور الحماية في ظلال الاسلام.
الإسلام يثري الحياة: إن اليد التي يحبها الله ورسوله صلي الله عليه وسلم هي اليد التي تعمل حتي تكل من العمل وخير الرزق ماجاء بكسب اليد فاليد العليا خير من اليد السفلي كما علمنا الرسول عليه الصلاة والسلام فالعمل هو روح الحياة ولايمنع منه حتي قيام الساعة مصداقا لقول الرسول صلي الله عليه وسلم: إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة واستطاع أن يغرسها فليغرسها فالموت للعالمين لايمنع من اثراء الحياة لآخر لحظة لأننا لا نعلم متي ستقوم الساعة والله سبحانه وتعالي يأمرنا بالعمل فيقول: وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون والعمل في الاسلام عبادة إذا قصد به الانسان وجه الله تعالي واراد منه الكسب الشريف والرزق الحلال وإطعام أسرته أو أقاربه أو إسعاد نفسه وإسعاد أهله أو من حوله من أفراد عشيرته أو جيرانه أو مواطنيه لأن خدمة الحياة واثراء الوجود والمحافظة علي هذه النعمة يتطلب شكرها من خلال العمل بل بذل المزيد من الجهد لاسعاد الآخرين فإماطة الأذي عن الطريق صدقة فالاسلام هو دين العمل الصالح والمصلح والمثري للحياة الإنسانية وقد عمل الرسول صلي الله عليه وسلم في صباه وفي شبابه راعيا ثم تاجرا ولم يستنكف من أن يقوم بأي عمل لمصلحة الإسلام والمسلمين, ابتداء من خدمته لنفسه وأهل بيته, إلي معاونته لأصحابه ومشاركتهم في الأعمال المتطلبة للإسهام كحفر الخندق والصد عنهم في ميادين الوغي, فقد جاء في هذا الصدد: كنا إذا اشتد الوطيس و حميت المعركة ـ احتمينا برسول الله صلي الله عليه وسلم فالحياة الثرية بالخيرات والعمران والتطور والتقدم المشروع, هي دعوة الإسلام المتحرك بقيمه ومبادئه لرعاية وإثراء الحياة. * الإسلام يرعي تجديد الحياة: يدعو الإسلام إلي تجديد الحياة من خلال دعوته للإنسان ان يغتنم يومه الجديد, ولايتركه يذهب عنه بلا فائدة أو جدوي, وذلك من خلال قول الرسول عليه الصلاة والسلام: مامن يوم ينشق فجره إلا وينادي, ياابن آدم, أنا خلق جديد, وعلي عملك شهيد, فاغتنمني لأني لاأعود إلي يوم القيامة, لأن حياة الإنسان هي يوم ينسج أسبوعا, وأسبوع ينسج شهرا, وشهر ينسج سنة, وما العمر إلا سنوات محدودة, والأجل له ميعاد محدد لايتقدم عنه ولايتأخر, قال تعالي: إذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون, ومن يحرص علي يومه يحرص علي ساعات هذا اليوم بدقائقها وثوانيها, فلا يضيع لحظة واحدة من عمره في غير مصلحة دينية أو دنيوية مشروعة, بل رعاية الحياة متطلبة إسلاميا من الإنسان بمقتضي سلامته البدنية, قال عليه الصلاة والسلام: في كل سلامي صدقة أي في كل عضو من أعضاء بدن الإنسان صدقة ينبغي عليه ان يبذلها اثراء للحياة, وقد عد من الصدقات إفشاء السلام والتعاون علي البر والتقوي, وبذل الخير للناس بلا من أو أذي, وتجديد الحياة يرتبط بوجود الإنسان علي ظهر الأرض, فطالما نعم بالحياة يلزمه القيام بإثرائها بالعمل أو بالفكر أو البذل أو بالتضحية من اجل اسعاد الآخرين إذا كان قد قام بواجباته حيال نفسه ومن يعول, لأن متطلبات الرعاية متجددة مع تجدد الأيام, يقول الرسول عليه الصلاة والسلام:.. فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته, والرعاية تحتاج إلي جهد يبذل, وعمل يؤدي, وعطاء يقدم يوميا وفاء بواجب الرعاية والعناية للرعية علي مستوي الأسرة, والعمل, والدولة فكل إنسان يتحمل المسئولية عن ولايته ومنصبه, وأهم قوام لهذه المسئولية عند الجميع الحرص علي تجديد الحياة والتضحية من أجل الرعية حتي وإن كانوا أثرياء, لأن تركهم أثرياء خير من تركهم عالة يتكففون الناس, كما علمنا المصطفي صلي الله عليه وسلم.
لذلك يمكننا أن نقول وبحق إن الإسلام هو الحياة ومجدها عند الإنسان عموما بغض النظر عن ديانته, وعند المسلم بالذات, لأنه المخاطب بجميع الأحكام علي سبيل الالزام, بحكم عقيدته, بخلاف غيره فهو مخاطب بالحكمة والموعظة الحسنة ليدخل الإسلام, لأن أعماله كلها ستكون دنيوية خالصة إذا لم ينعم بالإسلام, أما المسلم فأعماله الدنيوية المقترنة بالنيات التعبدية تتحول إلي عمل صالح ومقبول دنيا ومشروع ديانة, وفي جميع الأحوال سيثري الحياة بالتجديد الدائم لها تنفيذا لأحكام الإسلام مهما كانت التبعات, لأن المسلم علي يقين من أن الله جل في علاه لايضيع أجر من أحسن عملا. بقلم محمد شوقي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
الدليلة أسماء مشــــــــرفة عـــــــــامة
عدد المساهمات : 1194 تاريخ التسجيل : 25/03/2010 العمر : 32 الموقع : أرض الله الواسعة . :
| موضوع: رد: الاسلام والحياة الأربعاء أبريل 07, 2010 11:28 am | |
|
الحمد لله على نعمة الإسلام بارك الله فيك أخي على المواضيع الرائعة موفق بإذن الله | |
|