التربية المدنية والحياة المدرسية
يعتبر بناء ونقل المعارف والقيم الركن الأول للتربية المدنية، أما الركن الثاني لها فهو الحياة المدرسية. حيث تعد الخبرة اليومية للطلبة في الحياة المجتمعية مع بعضهم ومع الكبار في المدرسة (وبين الكبار أنفسهم) سياقا لا غنى عنه لتطوير التربية المدنية وتطبيقها. وتعد الحياة المدرسية محور اهتمام لكل توترات وتناقضات التربية المدنية أكثر منها مكانا لنقل المعارف والقيم. لذلك من الضروري إيجاد صيغة من التربية المدنية لا يتم اختزالها إلى الجانب الذهني المعرفي فقط ولا تقتصر على نقل المعرفة والقيم والتفكير فيها، إنما توفر للطلبة فرصة حقيقية لمعايشة الخبرة المدنية من خلال تعلم قوانين الحياة اليومية في المدرسة والتي تعتبر وسيلة لبناء المهارات الاجتماعية.
ويمكن تمييز ثلاث مجالات للمشاركة في الحياة المدرسية هي:
الصف
تمارس المدرسة من خلال الصف وظيفتها الأساسية في نقل المعرفة والاتجاهات والمهارات للطلبة، ويوجد في الصف عدة إمكانيات لتطوير الجوانب الديمقراطية مثل: تزويد الطلبة بمعلومات عن نوايا المعلمين وتوقعاتهم ومعايير تقييمهم للطلبة وأساليب ذلك. إن هذه القضية تهم جميع المعلمين، ولكنها تبرز أكثر في صفوف التربية المدنية حيث هناك فرصا أكثر لتمكين الطلبة من بناء المعرفة واكتساب القيم.
الحياة اليومية التي تجري خارج صفوف المدرسة:
ويتمثل ذلك في اللجان الطلابية والمجالس الإدارية التي يوجد فيها ممثلون للطلبة يتم انتخابهم من قبل زملائهم. ولمساعدة الطلبة على ممارسة حقوقهم بشكل ملائم وتخليصهم من الشعور بأنهم بعيدين عن عملية اتخاذ القرارات في المدرسة يمكن اقتراح ما يلي:
• تشجيع الكبار على تقدير قيمة اللجان الطلابية المختلفة وتبني اتجاهات إيجابية نحوها.
• مراعاة الوضوح في أنظمة المدرسة وتعميمها على الطلبة وشرحها لهم.
• تدريب ممثلي الطلبة الذين يتم انتخابهم على القيام بواجباتهم في المجالات المختلفة في المدرسة.
• إتاحة الفرصة للطلبة لمناقشة الجوانب المختلفة للحياة المدرسية.
• نقل التجارب الناجحة التي تمت في مدارس أو دول أخرى، فمثلا في بعض المدارس الألمانية يختار الطلبة معلما- محاميا ليقوم بتسهيل الحوار مع إدارة المدرسة والدفاع عن الطلبة إذا لزم الأمر.
النشاطات المرافقة للمنهاج
إن هذه النشاطات المرافقة للمنهاج وخاصة التي تتم خارج ساعات دوام المدرسة تزود الطلبة بفرص ثمينة تمكنهم من تحمل المسؤولية واكتساب مهارات حياتية مختلفة وتفتح المدرسة أمام العالم الخارجي، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق مجموعة من الوسائل والأنشطة والفعاليات منها التالية:
• العمل في مشروعات صغيرة الرحلات الحملات التطوعية
• الأندية الطلابية المعارض الندوات والمؤتمرات
• المسابقات الفردية والجماعية الأنشطة الرياضية المهرجانات الثقافية
استضافة أنشطة مجتمعية في استضافة مؤسسات المجتمع
المدرسة لأنشطة مدرسية
هناك بعض الدول التي عملت على تشجيع وتعميم مبادرات مثل "مبادرة كل طالب هو مواطن" Every Student a Citizen initiative التي كان هدفها العام يتمثل في:
إعداد الطلبة والشباب للانخراط والمشاركة بشكل نشط كمواطنين في مجتمع ديمقراطي، وتمكينهم من المشاركة في تشكيل مستقبل المجتمع لما فيه مصلحة الجميع.
ومن أهداف هذه المبادرة (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]• تعزيز دور المدرسة في بناء الذات الديمقراطية لدى الطلبة
• إشراك جميع الطلبة في المواطنة النشطة من خلال التعلم الذي يربط الدراسة الأكاديمية داخل الصف بالمشكلات والقضايا الواقعية في الحياة والمجتمع.
• مساعدة القادة التربويين على تحقيق الرسالة التعليمية والمدنية للمدرسة.