القائد أنيس الكِِِشــــاف الذهـــــــبي
عدد المساهمات : 1162 تاريخ التسجيل : 01/02/2010 العمر : 42 الموقع : تغزوت ، الوادي ، الجزائر (المحبة) . :
| موضوع: لمحة عن كتاب الف ليلة و ليلة السبت أغسطس 07, 2010 9:11 am | |
| إن الأدب العربي سخي بتراثه , صفحاته تحمل نفحات الرقي و التطور. كانت الموهبة غريزة الشعراء الجاهليين ليأتي الإسلام ملقنا أسسه فيزيدها رونقا وبهاء, وليكون القرآن أول وآخر دستور للغة و منطلق للإبداع و التفكير . وعبر العصور أخذ الموروث الشعبي يبني كيانه ليصنف في المراتب الأولى عالميا .وازداد هذا الازدهار في العصر العباسي لكونه عصر النهضة الأدبية , فظهر التأليف و النقل و الترجمة و التدوين , وأخذ الخيال العربي يخرج للعالم معرفا بالثقافة العربية, وقد برع في ذلك ,فأخذت الكتب العربية تغزو العالم لما تحويه من إبداع وثقافة و فكر و حكم, بروايات و أقاصيص و أساطير, ككتاب ٌبخلاء الجاحظ ٌو ٌكليلة و دمنة ٌ و الكتاب الأسطوري ٌ ألف ليلة و ليلة ٌ الذي مايزال سحره مؤثرا ليومنا هذا.
التعريف بالكتاب
ألف ليلة وليلة الكتاب الذي طاف الدنيا بأرجائها وتمثل فيه سحر الشرق، وترجم إلى معظم لغات العالم هي مجموعة متنوعة من القصص الشعبية عددها حوالي 200 قصة تتمايز بين الفصحى والعامية, يتخللها شعر مصنوع , تحتوي ألف ليلة وليلة على قصص لشخصيات أدبية خيالية مشهورة كعلاء الدين، علي بابا والأربعين حرام والسندباد. تسمى في البلاد الغربية Arabian Nights أي الليالي العربية.
أما الحقائق الثابتة حول أصلها, فهي أنها لم تخرج بصورتها الحالية, وإنما أُلّفت على مراحل وأضيفت إليها على مر الزمن مجموعات من القصص بعضها له أصول هندية قديمة معروفة, و بعضها مأخوذ من أخبار العرب وقصصهم الحديثة نسبيا. أما موطن هذه القصص, فقد ثبت أنها تمثل بيئات شتى خيالة وواقعية, وأكثر البيئات بروز العراق وسوريا ومصر. القصص بشكلها الحالي كانت قد كتبت في حوالي 1500 للميلاد.
قصة الكتاب تقول الحكاية الأم التي تبسط ظلالها على حكايا الكتاب: أن الملك شهريار بعدما اكتشف خيانة زوجته له لم يكتفي بقتلها و جواريه و عبيده بل كان يتزوج كل يوم فتاة عذراء ويقتلها في الصباح، فضج الناس وهربت بناتهم . وكان لوزيره فتاة نابغة اسمها شهرزاد علم بأمرها فقرر الزواج بها فوافقت, فكانت في كل ليلة تحكي للملك قصة حتى بزوغ الشمس , وكانت تؤجل موعد قتلها حتى قضت مع الملك ألف ليلة و ليلة وأنجبت منه ثلاث أولاد , وجعلت الملك يقع في حبها فأبقاها زوجة له و توقف عن قتل البناة.
تاريخ الكتاب
يميل بعض النقاد إلى الاعتقاد بأن واضع هذا الكتاب ليس فردا واحدا بالرغم من إجماعهم على أن أصل ألف ليله وليله فارسي. ويميل بعضهم إلى الجزم بأن أصل الكتاب هندي مع إقرار ببعض فضل للفرس والعرب فيه فهناك حكايات عديدة نسبت إلى الهند وبلاد فارس وحكايات تنسب إلى بغداد .
لكن لا يخفى أن مؤلف ألف ليلة وليلة شخص عربي اللسان من أهل الشام. وكان غرضه من تأليف هذا الكتاب أن يقرأه من يرغب في التحدث بالعربية فتحصل له من قراءته طلاقة في اللسان.
يغلب الظن أن هذا الكتاب وضع بين القرن الثالث عشر والقرن الرابع عشر,أما اسم الكتاب فلم يعرف قط ، ولكن يقال انه أطلق عليه اسم فارسي ً هزارافسانه ً وتعني الخرافة وأما الناس فيطلقون عليه اسم ألف ليله وليله وهو ما وصل إلينا.
يقال أن أول عملية جمع و تدوين حصلت في عهد العباسين في القرن الخامس عشر , و عموما, فإن تاريخها الحديث يبدأ عندما ترجمها إلى الفرنسية المستشرق الفرنسي أنطوان جالان عام 1704م, والذي صاغ الكتاب بتصرف كبير, و صار الكل يترجم عنه طوال القرن الثامن عشر, طبع بالعربية لأول مرة في ألمانيا سنة (1825) بعناية المستشرق (هايخت) فأنجز منه ثمانية أجزاء، مع ترجمته إلى الألمانية، وتوفي قبل إتمامه ، فأنجز الباقي تلميذه ( فليشر) المتوفى سنة (1888م) ثم طبع مرات لا تحصى .وفي وقتنا الحاضر أصبح يتصدر الصفحات الأولى في المكتبات الإلكترونية ,وقد خصصت له مواقع بأكملها , كما أنه يعد أشهر كتاب في العالم بأسره.
و للتعرف عليه أكثر هذه أربع من قصصه الملخصة:
حكايات تتعلق بالكرام :
روي عن حاتم الطائي أنه لما مات دفن في رأس جبل ووضع على قبره حوضين:أحدهما حجارة والآخر نحوت لبنات محلولات الشعر,وكان تحت الجبل نهر تنزل فيه الوفود فيسمعون صراخا طوال الليل.و ذات يوم نزل ذوالكراع ملك حمير بذلك الوادي فبات ليلته هناك.فسمع الصراخ فسأل عنه فأخبره بعضهم أنه يصدر من قبر حاتم الطائي فأخذ ذاالكراع يهزأ به و يخبره أنهم ضيوفه,ثم نام قليلا واستيقظ وهو مرعوب يستنجدهم أن يدركوا راحلته فلما جاءوه وجدوا الناقة تضطرب فنحروها وأكلوها ثم سألوه عن سبب ذلك فأخبرهم أنه رأى في منامه حاتما قد جاءه بسيف لينحر ناقة ذا الكراع لأنه لم يجد ما يستضيفهم به. في الصباح غادر ذو الكراع راكبا راحلة واحد من أصحابه,في وسط النهار رأوا رجلا راكباً راحلة و بيده أخرى فسألوه من يكون فأخبرهم أنه عدي بن حاتم الطائي ثم سأل عن ذي الكراع الذي أعطاه ناقة وأخبرهم أن والده نحر ناقته فقد رآه في المنام وأخبره بذلك وطلب منه أن يأخذ لذي الكراع ناقة,فأخذها ذوالكراع متعجبا من كرم حاتم حياً وميتاً.
حكاية هشام بن عبد الملك مع غلام من الأعراب
يحكى أن هشام بن عبد الملك بن مروان كان ذاهباً إلى الصيد فنظر إلى ظبي فتبعه فبينما هو خلفه أبصر صبيا من الأعراب يرعى غنماً فطلب منه أن يأتيه به فرفع الصبي رأسه ونعته بالجاهل وأن كلامه كلام جبار وفعله فعل حمار،فقال هشام:ويلك أما تعرفني؟فرد عليه الطفل أن سوء أدبه عرفه به ثم أضاف أنه كثير الكلام قليل الإكرام.
فأمر أمير المؤمنين جنده بالقبض عليه,ولما رجع إلى قصره طلب الأعرابي الذي لم يكترث بأرباب الدولة وامتنع عن السلام،فأخذ بعض الخدم يشتمونه لامتناعه عن ذلك,وكان الصبي يرد عليهم بسخرية واستهزاء,ازداد غضب الأمير الذي أخبره أن كلامه يقرب أجله و ينقص من عمره,فأجابه أنه ما من تقصير في الأجل والعمر,وهكذا كان الغلام يخاطب الأمير كلمة بكلمة ويشتمه ويسخر منه فاغتاظ هشام وطلب من السياف أن يقطع رأسه فسل سيفه و أخذ يستأذن الأمير مرة وثانية ففهم الفتى أنها آخر فرصة له فضحك فازداد هشام غضباً فسأله عن ضحكه,فأجابه بهذه الأبيات: نبئت أن الباز صادف مرة عصفور بر ساقه المقدور
فتكلم العصفور في أظفاره و الباز منهمك عليه يطير
مثلي مايغني لمثلك شبعة و لئن أكلت فإنني حقير
فتبسم الباز المذل بنفسه عجبا و أفلت ذلك العصفور
فتبسم هشام وطلب من الخدم أن يلبسوه ويملئوا جيوبه جوهرا .
الإسكندر و الزاهدون
يحكى أن ذا القرنين مر بقوم ضعاف حفروا قبورموتاهم على أبوابهم,وكانوا يزورونها في كل لحظة ويتعبدون عندها,وكانوا يأكلون الحشيش,فطلب الإسكندر ملكهم,إلا أنه لم يستجب له, فقصده الإسكندر وسأله عن حالهم وسوئها,فأجابه أن نعيم الدنيا لا يشبع,ثم سأله عن القبور, فأجابه أنها تذكرهم بالموت لينشغلوا عن الدنيا,ثم سأله عن الحشيش فأخبره أنهم لا يريدون أن تكون بطونهم قبورا للحيوانات كما أن اللذة لا تتجاوز الحلق,ثم مد يده وأخرج رأس جثة وقال له:هل تعلم أن صاحبها كان ملكا ظالما قضى حياته في الفساد وجمع الكنوز والآن النار مرقده, ثم أخرج رأسا آخر وأخبره أنها لملك عادل محب لشعبه أسكنه الله جناته,ثم نظر إليه وسأله: أيهما أنت؟فبكى الإسكندر بشدة ثم طلب من الحاكم أن يرافقه ويقاسمه ملكه,فرفض لأن الخلق جميعهم أعداء للإسكندر بسبب طمعه و ظلمه وأصدقاء للحكيم بسبب قناعته وزهده للدنيا,فضمه بشدة وشكره وانصرف.
الملك و البازي
يحكى أن أحد ملوك الفرس كان يحب التنزه والصيد وكان يملك بازا صنع له طاسه من ذهب معلقة في رقبته وكان لا يفارقه, وذات يوم خرج الملك للصيد وجماعته ,وعندما وصلوا إلى واد نصبوا شبكة وقعت فيها غزالة ,فأمرهم الملك بإمساكها وبقتل من تهرب من ناحيته,لكنها أقبلت من ناحية الملك وانبطحت له فظنها تنحني له فطأطأ رأسه فقفزت من فوقه وهربت , فلما التفت إلى جنوده وجدهم يتغامزون,فطلع في إثرها فأرسل طائره ففقأ عينيها ثم ضربها الملك و ذبحها,ثم أنه شعر بالحر,فالتفت فوجد شجرة ينزل منها ماء فأخذ طاسه البازي و ملأها وفي كل مرة يفرغها له البازي,فغضب الملك فقطع جناحي الطائر الذي كان يحدق للأعلى باستمرار فرفع الملك عينه فوجد حية يسيل سمها,فندم بشدة لكن البازي قد مات .[/center] | |
|
الدليلة صفاء الكشــــاف البرونزي
عدد المساهمات : 158 تاريخ التسجيل : 30/11/2009 العمر : 31 . :
| موضوع: رد: لمحة عن كتاب الف ليلة و ليلة السبت سبتمبر 04, 2010 1:46 pm | |
| شكرا انيس علا هه المعلومات القيمة لها الكتا لاني من احدى معجبات قصصه | |
|