تعتبر الكشافة الإسلامية أحدث الأنشطة الاجتماعية التي اقتحمها المسلمون الفرنسيون في السنوات الثلاث الأخيرة. ويسد هذا النشاط ثغرة في جدار تربية الناشئة المسلمة خاصة أثناء العطلة الصيفية حيث يتلقى الأطفال تربية ذات طابع ديني أخلاقي في إطار رياضي حافل بالمغامرات وسط الطبيعة.
ويقول رئيس الكشافة الإسلامية في المنطقة الباريسية سعيد قطب للجزيرة نت إن الكشافة الإسلامية تجسدت لأول مرة على أرض الواقع الفرنسي وسط حال الحزن والغضب الذي ساد مسلمي فرنسا في أعقاب غزو الكويت، وما أعقب ذلك من تداعيات سلبية انعكست على مسلمي الغرب.
وأضاف قطب أحد القادة التاريخيين للحركة الكشفية المسلمة أن الحركة استطاعت أن تكمل تجربة بدأت في فرنسا عام 1990 على يد الشيخ بن تونس أحد رموز الطريقة العلوية ولم يكتب لها الاستمرار آنذاك لأسباب عديدة "لكننا منذ نحو ثلاث سنوات تيقنا أن الوقت قد حان لإعادة تفعيل التجربة التي تسير بالتوازي مع الكشافة المسيحية والكشافة اليهودية".
مبدأ الأخوة
وأشاد سعيد قطب في هذا السياق بمن سبقوه في التغلب على العوائق الإدارية والمطالب التي تهدف لدمج الكشافة الإسلامية ضمن الكشافة الفرنسية، أسوة بالكشافة الكاثوليكية والبروتستانتية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سعيد قطب
(يمين): هدفنا غرس القيم والأخلاق الحميدة
(الجزيرة نت)كما أشار إلى أن الميثاق التأسيسي للجمعية يشدد كسائر الجمعيات الكشفية على مبدأ الأخوة والتعاضد والتواصل بين البشر، وأن هدفها غرس قيم وأخلاق حميدة مثل اعتياد المصاعب في الحياة.
لكنه أضاف أنه على الرغم من كون الجمعية منضوية داخل جمعية كشافة فرنسا فإن لها كيانها المستقل المعترف به من قبل الجمعيات المحلية والإقليمية والعالمية.
وأوضح القيادي الكشفي -الحاصل على دبلوم الدراسات المعمقة في تاريخ الأديان من جامعة السوربون وإجازة الشريعة من جامعة القرويين المغربية- أن ما يميز الجمعية هو "الديانة الإسلامية التي تعكس روحها وتعاليمها على الأنشطة التي يتم القيام بها".
وينص الميثاق الأساسي للجمعية المودع لدى وزارة الشباب والرياضة على أنها حركة تلتزم القواعد العامة للكشافة العالمية، تستلهم القرآن والسنة والتقاليد الإسلامية. علماً بأنها عضو في الاتحاد العالمي للكشافة الإسلامية. وقد تأسس فرع الكشافة الإسلامية بالمنطقة الباريسية مع إعادة تفعيل الجمعية في مختلف أنحاء فرنسا أي منذ ثلاث سنوات.
القدوة الصالحة
وعن أنشطة الجمعية قال قطب إنها تتضمن الخروج بالأطفال في عطلات نهاية الأسبوع في إطار برنامج سنوي يتم تنفيذه في أربعة مراكز أحدها في مدينة غاني بمقاطعة 93 قدمته الكنيسة الفرنسية، وآخر في باريس وثالث في مدينة بولوني بالمقاطعة 92 إضافة إلى المركز الإسلامي بإيفري بالمقاطعة 91.
وأضاف رئيس الجمعية الكشفية في المنطقة الباريسية أن أول ما يطلب من الطفل عند التحاقه بالجمعية أن يكون صالحاً "أي أن يكون في الأصل مسلماً صالحاً جاداً متمسكاً بخلق الإسلام". واستطرد أن الجمعية تستهدف تقديم الدعم الدراسي للشباب والأطفال لكي يكونوا قدوة ديناً ودنيا.
وتنقسم المراحل السنية للأعضاء إلى ثلاث: الأولى من 7 إلى 11 سنة، والثانية من 11 إلى 14 سنة، والثالثة بين 14 و17 سنة. ليتحول من شاء منهم بعد ذلك إلى مرافق لمجموعات.
برامج المعسكرات وعن أبرز أنشطة الكشافة الإسلامية الفرنسية، قال سعيد قطب إنها تتوزع بين المعسكرات الطويلة والقصيرة حسب مدة العطلات وسط ونهاية العام الدراسي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من أنشطة أطفال الكشافة الإسلامية (
الجزيرة نت)ويدفع الطفل العضو اشتراكاً قيمته 15 يورو إلى جانب شراء منديل أخضر يمثل شعار الكشافة. وتتضمن برامج المعسكرات المشي ثلاثة أيام مع حمل حقيبة الظهر. وتصل المسافة أحياناً في المرة الواحدة إلى 20 كلم بحيث يصل في النهاية إلى مكان معين مخبأ فيه الطعام الذي يقتات منه.
كما يتسلق الأطفال الأشجار ويركبون الجياد في إطار أنشطة ذات طابع رياضي. ويضاف إلى ذلك الأنشطة الروحية على يد مرشد مع كل مجموعة، يتعلم الأطفال على يديه بعضاً من القرآن والسنة.
وأشار قطب إلى أن الكشافة الإسلامية تقوم حالياً بتسيير حافلة تجوب مدن فرنسا في ذكرى تأسيس الكشافة الفرنسية. وقد انطلقت من بوردو على أن تصل باريس في الأول من الشهر القادم، وسط مشاركة من جمعيات كشفية فرنسية أخرى ستكون في استقبال الحافلة. وانتهى قطب بالإشارة إلى أن عدد أعضاء الكشافة الإسلامية الفرنسية يبلغ 2000 طفل وشاب من بينهم 300 في