نشأة الحركة الصهيونية:
ترجع نشأة الصهيونية على تهجير اليهود عن فلسطين على يد البابليين في القرن السادس وعلى يد الرومان تيطس 70 ب.م ثم إصرار النصارى على عدم رجوعهم إلى بيت المقدس إبان الفتح الإسلامي إلا أن ظهور منظمة تهتم بهذه الفكرة كان في أغسطس 1897م في مدينة بازل السويسرية حين اجتمع 204 من قادة اليهود وانتخبوا هرتزل رئيسا للمنظمة وقاموا بصياغة البروتوكولات السرية التي افتضح أمرها بعد ذلك.
ويعرف المؤلف اليهود أنهم كتلة بشرية ضئيلة من أول أمرها في الوجود، وعلى هذا أجمع المؤرخون حتى في زمن أنبياء اليهود كانوا حفنة قابلة لأن تذروها الرياح بين إمبراطوريات الشرق، وإن كان هناك جذور لبدء الحركة الصهيونية من سقوط الدولة اليهودية إلى اضطهاد الروس ودخول اليهود إلى الغرب واستعبادهم فإن بوادرها تأسيس حركة تحرير لليهود من نير استعباد الأوربيين وهي التي عرفت باسم الماسونية وكانت تحاول مساعدة اليهود وإخراجهم من محنتهم وخيرتهم بين ست خيارات:-
1- فمن من رأى أن خلاصهم عن طريق المسيح المنتظر فلجأوا إلى التدين.
2- ومنهم من رأى أنهم يجب عليهم الذوبان في مجتمع غير اليهود ونسيان الذاتية اليهودية للتخلص من هذه المعاناة.
3- ومنهم من رأى أن الهجرة من البلاد التي يعانون فيها إلى غيرها من البلدان التي لا تعامل اليهود بعنصرية هي الأجدى .
4- وبحثوا في فكرة الاستيطان ودعمها من قبل رجالات المال الأثرياء وإنشاء الجمعية اليهودية للاستعمار ولم تكن فلسطين هي المكان الوحيد المقترح بل هناك أمريكا والبرازيل والأرجنتين وغيرهم.
5- ومنهم من رأى البقاء في أوربا الشرقية لذلك رأوا أن من مصلحتهم الانضمام للحركات الشعبية والسياسية والاقتصادية ثم التملص منها وتحقيق أغراضهم من خلال الحكومات التي نصروها ووضوعوا دساتيرها.
6- ورفض بعضهم كل الحلول السابقة ورأوا العودة إلى التعاليم التوارتية مهما كلفهم ذلك من مال وجهد ونفس.
ويرى المؤلف أن الشخصية اليهودية متباينة تباينا شديد وما ذاك إلا لما مرت به عبر التاريخ من تجارب، ولذا فإن السمة اللازمة لهم هي الحقد والكراهية والبغض الذي قد يتعدى غير اليهودي إلى اليهود أنفسهم.
ويوضح المؤلف أن الصهيونية هي طريق عودة اليهود إلى فلسطين الذي يسبقه عودتهم إلى اليهودية وأنها لا يمكن أن تحدد لأنها (مبدأ متغير حسب مصلحة معتنقيه)، وكل تعاريفها تدور حول شخصية اليهود الفريدة المتميزة عن باقي شخصيات الشعوب.
ويرى المؤلف أن اليهود لا يشكلون شعباً لأن ديانتهم لا تعطيهم تلك المفاهيم التي يقوم عليها الشعب ، ويرى أنهم جماعات منها السفارديم وهم يهود الشرق الأصليون ، ومنها الأشكناز وهم يهود أوربا ، ورأت الصهيونية أن بإمكانها أن تخلق بينهم تجانساً وتوحيداً بين عقائدهم وهذا كان المسيطر على أفكار القادة من الصهاينة آنذاك.