المواجهة الفلسطينية الأولى
وقعت الدول الأوربية المستقلة باستثناء روسيا ميثاق عصبة الأمم في 28 حزيران سنة 1919م ، وقد أوكل مجلس مؤتمر السلام العالمي أمر الانتداب على فلسطين لبريطانيا أثناء اجتماعه في سان ريمو في 25 نيسان سنة 1920م، وقد أقر مجلس عصبة الأمم نظام الانتداب على فلسطين قي 24 تموز سنة 1922م.
المعركة مع الإمبريالية والصدامات بين العرب واليهود
بدأت موجة الاحتجاجات في 27 شباط 1920 حين خرج أكثر من أربعين مواطن في مظاهرة طافت شوارع القدس، وقد تألفت قبل المظاهرة جمعيات إسلامية مسيحية في مدن فلسطين واتفقت على مذكرة أعلنت فيها إصرارها على المطالبة باستقلال سوريا من طوروس إلى رفح ورفض هجرة اليهود إلى فلسطين، وهكذا كانت المظاهرة احتجاجا على التجزئة الإمبريالية والاحتلال الذي جرد الشعب من استقلاله، وعلى وعد بلفور ثالثا، وقد توالت الثورات ، فوقعت ثورة 1919 في مصر ، وثورة العراق الشاملة سنة 1920، والنضال المسلح في سوريا قبل الاحتلال الفرنسي لسوريا في شهر يوليو سنة 1920م واستمرت بعد ذلك، وفي تظاهرة القدس الكبرى وقعت صدامات بين العرب واليهود لا تمت إلى العنصرية بصلة كما يدعي الإمبرياليون، كما تحول موسم النبي موسى إلى مظاهرة قومية نادت بالوحدة العربية والاستقلال ورفض الهجرة الصهيونية، وقد بذل السياسيون البريطانيون جهودهم لتأجيج نار الاحتراب بين العرب واليهود طبقا لقاعدة "فرق تسد".
وقد قتل في هذه الاصطدامات بين العرب من وجهة وبين اليهود وبريطانيا من جهة أخرى خمسة من اليهود وأربعة من العرب وجرح عشرات من الطرفين مما أدى إلى اتساع الهوة بين العرب وبين الحركة الصهيونية لأن هناك فئات من اليهود كانت ترفض المشروع الصهيوني.