أسدل الستار اليوم الخميس 06/05/2010 على وقائع الملتقى الأول للطريقة التجانية الذي احتضنه المركز الجامعي بالوادي، بعد ثلاثة أيام من العمل والنشاط وقد تميزت بجلسة ختامية امتزجت فيها المعارف التاريخية والفكرية بالمشاعر والأحاسيس الروحانية.
ومما زادها روحانية صوت عندليب سوف صلاح قدوري الذي ترنم بقصيد صاح اركب العزم إلى فاس وهي قصيدة لعالم تونس سيدي إبراهيم الرياحي الذي عبر فيها عن شوقه للذهاب إلى فاس لملاقاة شيخه.
انطلقت الجلسة الختامية على الساعة التاسعة والنصف برئاسة الدكتور محسن التجاني من جامعة الجزائر وقدمت فيها محاضرتان:
الأولى:زاوية قمار ودورها في نهضة سوف والأمصار المجاورة للأستاذ بلهادف بن سالم (الوادي) تطرق فيها إلى العديد من الجوانب التي قامت بها زاوية قمار سواء الثقافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية حيث كانت سباقة إلى نشر العلم والمعرفة والسعي إلى القضاء على الفتن والأحقاد إن في سوف أو في خارجها من خلال شيوخها ومقدميها، كما أشار إلى دورها الريادي في نشر بعض الحرف كصناعة الزرابي، كما أشار إلى دورها ودور مريديها في مكافحة الاستعمار.
أما المحاضرة الثانية: من تقديم الأستاذ محمد الغالي نعيمي تجانيات محمد العيد آل خليفة الشاعر الجزائري المعروف الذي لا يكاد يجهله جزائري فأشعاره الوطنية وقومياته وإسلامياته معروفة لدى الخاص والعام، ولكن الجانب الخفي من حياته الفنية والأدبية هي تجانياته أي قصائده التي نظمها بحكم انتمائه للطريقة التجانية التي لم تنشر في ديوانه ولم يشر إليها الباحث الدكتور سعد الله في ما كتبه عن الشاعر ويبقى السؤال مطروحا لماذا ؟
وأشار المحاضر إلى أن الباحث بن سمينة في بحثه الذي قام به حول الشاعر محمد العيد أشار فقط إلى قصيدتين من هذه القصائد وتبقى عديد القصائد التي تثبت انتماءه للطريقة التجانية، ومدحه لشيوخها وتعلقه بهم مخطوطة حبيسة الأدراج تنتظر من ينفض عنها الغبار.
هذا وقد اختتمت أشغال الملتقى بتلاوة التوصيات التي صاغتها اللجنة العلمية برئاسة الدكتور حميدي خميسي ومن أهم ما جاء فيها
اقتراح طبع المحاضرات التي ألقيت في هذا الملتقى، أن يكون عقد الملتقى دوريا، وإطلاق اسم المقدم البركة سي امحمد بن سيدي العيد بن يامة على المركز الجامعي بالوادي نظرا لمكانة الرجل في المجتمع ودوره في نشر العلم والمعرفة وإصلاح ذات البين بين الناس..