بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غياب الهوية الإسلامية
ادْعُ إِلِى
سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن
سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
موقف الدعوة في ظل هذا الخضم وغياب الهوية الإسلامية
لابد
للدعوة الإسلامية أن تحدد المسؤولية الملقاة على عاتقها في ظل هذا الخضم
وغياب الهوية الإسلامية , فيجب تحديد الواجبات التي تلزمنا بتطبيق الحلول
وإيجاد مناخ إسلامي يتوافق مع تعاليم الإسلام وقيمه الاجتماعية فهناك
مسؤولية على العلماء , ومسؤولية على الأفراد , ومسؤولية على أجهزة الإعلام ,
ومسؤولية على الحكام
مسؤولية العلماء
على
العلماء أن يكونوا قدوة في سلوكهم فلا يقولون مالا يفعلون وبذلك يطبقون
شرع الله تعالى فيما يتعلق بجميع أمورهم فعندها يستطيعون الوصول إلى درجة
الإقناع والتأثير في الآخرين .
مسؤولية الأفراد
إذا أدى العلماء
واجبهم وقاموا بدور النصيحة والتوجيه والإرشاد ودعوة الناس بالتي هي أحسن
وبالحكمة والموعظة الحسنة أصبحت المسؤولية على الأفراد أن يقوموا بدور
النصيحة في بيوتهم بتعليم الرجل زوجته وبناته وأخواته ومحارمه فيلزمهن
باتباع شرع الله تعالى في كل ما أمر به , وينهاهم عن كل ما نهى الله عنه ,
وعلى المرأة أيضا أن تقوم بهذا الدور فتعلم أبناءها الفضائل وتنهاهم عن
الرذائل , وتقوم سلوكهم إذا استدعى الأمر ذلك فإن مسؤولية المرأة مسؤولية
عظيمة
إن العاملين في
الإعلام عليهم مسؤولية كبيرة فلا بد أن يوجهوا الناس توجيها إسلاميا يتفق
مع تعاليم الدين الإسلامي , وقيمه الرفيعة , ويأخذوا بأيديهم إلى طريق
الخير , فلا يعرضوا كلمة مخلة , ولا صور خليعة , ويجب عليهم أن يبعدوا
الناس عن الرذائل , وعلى عاتق الإعلام والمسؤولين عنه أن يوضحوا للناس
تعاليم الإسلام في صورة سهلة ميسورة .
مسؤولية الحكام
مسؤولية الحكام
أكبر من أي مسؤولية أخرى فالحاكم يقوم بدور الالتزام والإلزام باتباع شرع
الله تعالى , فعلى كلمته ينعقد صلاح الدولة ومن ثم وجب أن يلتزم بتعاليم
الإسلام ويلزم بها أفراد الشعب , فإذا أراد الحاكم في أن تكون بلاده بلادا
إسلامية , وعمل جاهدا على تطبيق المنهج الإلهي الذي أنزله الله لعباده
فعندها تبلغ الأمة الإسلامية أوج المجد والعظمة .
إن
التزام الأمة الإسلامية بالدين الإسلامي في جميع المجالات الاجتماعية
والاقتصادية والتربوية والسلوكية يعيد لها الهوية الإسلامية كما كانت سابقا
عزيزة عظيمة , لا كما يريدها أعداء الإسلام .
أما الصعوبات
التي تعترض الداعية من أهمها : صعوبات أسرية واجتماعية واقتصادية , فمن
الصعوبات نظرة الرجل للمرأة ولعملها في الدعوة بنظرة خاطئة فلذلك يضع
العراقيل أمامها مع نزعة السيطرة عنده فيمنعها في بعض الأحيان من الخروج
والدخول , مع عدم مساعدته لها في الأوقات العصيبة , مع مساواة الرجل
بالمرأة العاملة في ساعات العمل مما يؤدي إلى استنزاف طاقتها , مع عدم
مناسبة بيئة العمل لنشر الدعوة , واختلال بعض الموازين عند عامة الناس , مع
اعتماد أغلب الأزواج على المرأة ودخلها مما يكبلها بأعباء متعددة فعندها
لا تستطيع القيام بالأعباء المالية تجاه الدعوة .
ليس
هناك من ينكر اليوم أثر الإعلام في حياتنا سواء الإعلام المرئي أو المسموع
أو المقروء , فما دور الإعلام في هذه القضية , كيف نستطيع الوقوف في وجه
هذا التيار والمحافظة على هويتنا الإسلامية والعربية ؟
لقد ظهرت عدة
نظريات علمية حول مدى تأثير وسائل الإعلام , تجمع على أن هناك تأثيرا كبيرا
لهذه الوسائل إذ تتمتع بقدرات ضخمة على الإقناع , فقد حلت وسائل الإعلام
محل العنف أو القهر الذي كان سائدا في الماضي في إقناع الجماهير , وإخضاعهم
للأنظمة القائمة , حيث تهدف وسائل الإعلام إلى التأثير فكل رسالة تشكل
منبها قويا ومباشرا يدفع المتلقي إلى القيام بشيء معين يسعى القائم
بالاتصال لتحقيقه , بمعنى أن الرسالة في وسائل الإعلام تؤدي إلى تحقيق
استجابة مباشرة .
إن
آثار الإعلام على الأمة الإسلامية واضح لكل ذي بصر وبصيرة , ولا يحتاج أمر
معرفة ما وراء الإعلام سوى الاتصالات لصوت الحق , والاطلاع عل نتائج
الدراسات الجادة في هذا الموضوع التي يقوم بها مخلصون على سلامة الأمة ,
فآثاره السلبية على الفرد طفلا ويافعا وشابا وشيخا وعلى المرأة والرجل في
شتى الجوانب العقدية والتربوية والثقافية والعلمية والاقتصادية فلا بد من
تحديد دور الإعلام في هذه القضية , فيجب على الإعلام المخلص أن يدرك مدى
أخطاره السلبية وأن يتنبهوا إليها , فإن مصير الأمة الإسلامية يتجه إلى
الانحراف والتفكك ومساوئ الأخلاق , وأن يتمسك بالدين الإسلامي فهو الحصن
الحصين لحماية القيم الإنسانية من الانهيار والفساد , فالدين الإسلامي دين
إصلاح وسعادة في الدنيا والآخرة وصدق الشاعر في قوله :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هُم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فعلى
الإعلام أن يراقب ما يبث من خلاله , وأن يواجه البث الفضائي بالتربية
الإسلامية الصحيحة , مع تأصيل المفاهيم الإسلامية في نفس كل مسلم منذ
النشأة الأولى ومنذ البدء في دخول مرحلة التعليم والثقافة حتى تأتي تصرفاته
صحيحة وسليمة , فإن الثقافة والقيم الإسلامية هي تلك التي تحمي الإنسان
وتقيه الانحراف والانحلال وتجعله يقف في مواجهة هذه التيارات دون أن تهتز
عقيدته أو يتخلى عن هويته الإسلامية .
وبذلك تستطيع الوقوف في وجه هذا التيار مع المحافظة على هويتنا الإسلامية العربية .